الفعل اللازم والمتعدي مع الأمثلة
تُعد الأفعال واحدًا من أهم أركان الجملة الفعلية في اللغة العربية، وهي التي تدل على حدوث فعل معين في الزمن الماضي أو المضارع أو الأمر. وتنقسم الأفعال من حيث حاجتها إلى مفعول به إلى قسمين رئيسيين: الفعل اللازم والفعل المتعدي. يمثل هذا التقسيم أحد المفاهيم النحوية الضرورية التي تمكّن المتعلم من صياغة الجمل بشكل صحيح، كما تساهم في إثراء قدرته على التحليل اللغوي واستيعاب تراكيب اللغة العربية بشكل منطقي ودقيق.
تعريف الفعل اللازم
الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي برفع فاعله فقط ولا يحتاج إلى مفعول به لكي يتم معنى الجملة. أي أن المعنى يكون كاملًا بدون أن يتعدى الفعل إلى مفعول به.
بمعنى آخر، الفعل اللازم هو الفعل الذي لا يمكن أن يُسأل عنه بمَن أو ماذا لتحديد المفعول به، لأنه لا يحتاج إلى مفعول به أصلًا.
أمثلة على الفعل اللازم
1. ذهب الطالبُ إلى المدرسةِ. (ذهب: فعل لازم، الطالب: فاعل مرفوع، إلى المدرسة: جار ومجرور مكمل للمعنى).
2. جلس الطفلُ على الكرسي. (جلس: فعل لازم لا يحتاج إلى مفعول).
3. ظهرت الشمسُ. (ظهرت: فعل لازم، الشمس: فاعل).
4. نام الولدُ مبكراً. (فعل لازم).
5. هرب السجينُ. (فعل لازم).
نلاحظ في هذه الأمثلة أن الفعل يكتفي بوجود فاعله فقط، وأن المتممات الأخرى مثل الظرف أو الجار والمجرور تُستخدم لتوضيح المعنى، لكنها ليست مفعولًا به.
تعريف الفعل المتعدي
هو الفعل الذي لا يكتفي بفاعله فقط، بل يحتاج إلى مفعول به ليكمل المعنى. فإذا تم حذف المفعول به من جملة تحتوي على فعل متعدٍّ، فإن المعنى يبقى ناقصًا أو مبهمًا وغير مكتمل.
ويُقال إنه تعدّى فاعله إلى مفعول به. ويمكن كشف الفعل المتعدي بطرح السؤال: من فعل الفاعل؟ أو ماذا فعل الفاعل؟ فإن كانت الإجابة مفعولًا به، فإن الفعل متعدٍّ.
أمثلة على الفعل المتعدي
1. أكل الطفلُ التفاحةَ. (أكل: فعل متعدٍّ، الطفل: فاعل، التفاحة: مفعول به).
2. كتب المعلمُ الدرسَ. (كتب: فعل متعدٍّ).
3. فتح الحارسُ البابَ. (فتح: فعل متعدٍّ).
4. حمل الرجلُ الحقيبةَ. (حمل: فعل متعدٍّ).
5. شاهد الطالبُ البرنامجَ. (شاهد: فعل متعدٍّ).
نلاحظ أن جميع هذه الأفعال لا يكتمل معناها إلا بوجود مفعول به، وإلا أصبحت الجملة غامضة أو غير مكتملة المعنى.
أنواعه بحسب عدد المفاعيل
قد يتعدى الفعل إلى مفعول به واحد، وقد يتعدى إلى مفعولين أو ثلاثة مفاعيل، حسب طبيعة الفعل:
1. المتعدي لمفعول به واحد
هو أكثر أنواع الأفعال المتعدية شيوعًا، وفيه يتعدى الفعل من فاعله إلى مفعول به واحد فقط.
مثال: قرأ الطالبُ الكتابَ. (قرأ: فعل متعدٍّ، الكتاب: مفعول به أول).
2. المتعدي لمفعولين
هذا النوع من الأفعال يتطلب وجود مفعولين لإتمام المعنى، وغالبًا ما يكون هذا في الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.
أمثلة:
– أعطى المعلمُ الطالبَ جائزةً. (أعطى: فعل متعدٍّ، الطالب: مفعول به أول، جائزة: مفعول به ثانٍ).
– ظنَّ خالدٌ السماءَ صافيةً. (ظن: فعل متعدٍّ لمفعولين).
– حسب التلاميذُ الامتحانَ سهلًا. (حسب: فعل متعدٍّ، الامتحان: مفعول أول، سهلاً: مفعول ثانٍ).
3. المتعدي لثلاثة مفاعيل
هذا النوع قليل الاستخدام، ويقتصر على بعض الأفعال مثل: أعْلَمَ، أخْبَرَ، أنْبَأَ، ونَبَّأَ، وهي أفعال تنصب ثلاثة مفاعيل.
مثال: أخبر المعلمُ التلميذَ النجاحَ سببَه. (أخبر: فعل متعدٍّ لثلاثة مفاعيل، التلميذ: مفعول به أول، النجاح: مفعول به ثانٍ، سببَه: مفعول به ثالث).
التمييز بين الفعل اللازم والمتعدي
يواجه بعض الطلاب وأحيانًا المعلمين صعوبة في التمييز بين الفعل اللازم والمتعدي. وفيما يلي بعض الطرق التي تُساعد على معرفة نوع الفعل:
1. طرح السؤال “من؟ أو ماذا؟”
إذا سألنا: من أكلَ؟ أو ماذا أكلَ؟ واستطعنا الحصول على مفعول به، فإن الفعل متعدٍّ. أما إذا لم نستطع، فالفعل لازم.
2. حذف المفعول به
إذا حذفنا المفعول به وبقي المعنى ناقصًا، فالفعل متعدٍّ. وإن كان المعنى كاملًا دون الحاجة إلى مفعول فالفعل لازم.
3. القدرة على تسهيل الجملة في صيغة المبني للمجهول
غالبًا ما تُبنى الجملة من الفعل المتعدي بصيغة المبني للمجهول بشكل صحيح. أما الفعل اللازم فلا يُبنى للمجهول إلا بتحويل الجار والمجرور ليقوم مقامه.
مثال:
– الجملة: كتب التلميذُ الدرسَ. (فعل متعدٍّ) → كُتب الدرس.
– الجملة: ذهب الطفل إلى السوق. (فعل لازم)
تحول الفعل اللازم إلى متعدٍّ والعكس
بعض الأفعال قد تكون لازمة أو متعدية حسب السياق، أو عن طريق إدخال حروف أو أدوات تغير من سلوك الفعل.
أولًا: جعل الفعل اللازم متعديًا
يمكن تحويل الفعل اللازم إلى فعل متعدٍّ من خلال:
1. زيادة حروف في الفعل: كأن نزيد عليه همزة أو شدة أو تضعيف الحرف الأخير.
مثال:
– جلسَ (لازم) ← أجلسَ المعلمُ التلميذَ (متعدٍّ).
– قعدَ (لازم) ← أقعدَ الأبُ الطفلَ (متعدٍّ).
– نام (لازم) ← أنامَ الطبيبُ المريضَ.
2. باستخدام حروف الجر قد يتحول الفعل اللازم بشكل جزئي إلى ما يشبه المتعدي. مثال:
– خرج الرجلُ من البيت. (خرج: فعل لازم، من: حرف جر).
– خرج الرجلُ البيتَ. (فعل أُخضع لاستخدام غير شائع أو في لهجات عامية، وغير فصيح نحويًا).
ثانيًا: الفعل المتعدي يتحوّل إلى لازم
صعب جدًا أن يتحول الفعل المتعدي إلى فعل لازم، إلا بعد حذف مفعوله لأغراض بلاغية، إلا أن ذلك يسبب خللًا في التركيب ما لم يُفهم من السياق.
فوائد التفريق بين الفعل اللازم والمتعدي في التدريس
يُمكن للمعلمين استخدام هذا المفهوم لتطوير قدرات الطلاب اللغوية والكتابية من خلال ما يلي:
- تحسين مهارات التحليل النحوي للجمل ومعرفة الوظائف الإعرابية للكلمات.
- تدريب الطلاب على بناء جمل صحيحة من الناحية النحوية واللغوية.
- تعليم التلاميذ أهمية السياق في فهم الوظيفة النحوية للكلمة.
- المساهمة في إثراء معجم الطالب وتنوع أسلوبه في التعبير.
ومن الأنشطة المقترحة في الصف التعليمي:
– تمييز الأفعال في الجمل المعطاة وتصنيفها إلى لازمة أو متعدية.
– إدخال مفعول به مناسب على جمل تحتوي أفعالًا متعدية.
– تحويل الفعل اللازم إلى متعدٍّ باستخدام أدوات نحوية.
– استخراج الفاعل والمفعول في الجمل الفعلية.
الفهم الصحيح للفعل اللازم والمتعدي هو من الأسس النحوية التي ينبغي أن يتقنها الطالب المسلم بل وكل متعلم للغة العربية، فهي مفاهيم تساعد على بناء اللغة بصورة صحيحة، وتعزز من مهارات التحدث والكتابة والقراءة. ويجب أن نوفر للطلاب في مراحل التعليم المختلفة خصوصًا في المرحلة الابتدائية والإعدادية أمثلة عملية وبطريقة مبسطة لفهم هذا المفهوم القواعدي المهم واستخدامه بدقة.
قائمة المراجع
- ابن هشام الأنصاري، “شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب”.
- عباس حسن، “النحو الوافي”، دار المعارف، القاهرة.
- مجمع اللغة العربية، “القاموس النحوي”.
- كتاب وزارة التربية والتعليم العربية، “اللغة العربية للصف السادس الابتدائي”.
- عبد السلام هارون، “قواعد اللغة العربية”.

