أسلوب الاستفهام: أمثلة وتمارين

يُعَدّ أسلوب الاستفهام من الأساليب اللغوية الهامة في اللغة العربية، ويُستخدم للتّعرف على معلومات غير معروفة لدى المتكلّم. ويُشكّل أحد أبرز الأساليب الإنشائية التي تُعزز قدرة المتعلمين على التعبير والفهم والمناقشة. يهدف الاستفهام إلى طلب العلم بشيء معين، وذلك من خلال طرح سؤال باستخدام أدوات لغوية خاصة تُعرف بأدوات الاستفهام. وتتفاوت أهداف الاستفهام بين طلب الفهم، والاستيضاح، والتأكّد، ولفت الانتباه، وغيرها. يُعلِّم هذا الأسلوب الطلبة مهارات التواصل الفعّال والتفكير النقدي.

تعريف أسلوب الاستفهام

أسلوب الاستفهام هو أسلوب يُستخدم للسؤال عن أمر مجهول لدى المتكلّم، ويُصاغ باستخدام أدوات استفهام تدل على نوع المعلومة المطلوبة. يمكن أن تكون المعلومة المطلوبة عن الزمان، أو المكان، أو السبب، أو الفاعل، أو الكيفية، أو العدد، أو غيرها. تُستخدم أدوات الاستفهام في بداية الجملة غالبًا لتمييزها عن باقي الأساليب، وقد تأتي أحيانًا في وسط أو نهاية الجملة اعتمادًا على السياق والغاية البلاغية.

أدوات الاستفهام

تتضمن أدوات الاستفهام في اللغة العربية ما يلي، وكل أداة لها استخدام خاص ومحدد:

1. من

الاستخدام: يُستعمل للسؤال عن العاقل، أي الأشخاص.

أمثلة: من طرق الباب؟ من قرأ الدرس؟

2. ما / ماذا

الاستخدام: تُستعمل للسؤال عن غير العاقل، مثل الأشياء والمعاني. “ما” تُستخدم غالبًا حين تأتي بعدها كلمة مفردة، أما “ماذا” فتُستخدم إذا تبعها فعل.

أمثلة: ما هذا الحيوان؟ ماذا تريد؟

3. متى

الاستخدام: تُستخدم للسؤال عن الزمان.

أمثلة: متى تبدأ المدرسة؟ متى سافرت إلى مكة؟

4. أين

الاستخدام: تستعمل للسؤال عن المكان.

أمثلة: أين ذهبت بالأمس؟ أين محفوظة كتبك؟

5. كيف

الاستخدام: تُستخدم للسؤال عن الحال أو الكيفية.

أمثلة: كيف حالك اليوم؟ كيف نطبخ الأرز؟

6. كم

الاستخدام: تُستخدم للسؤال عن العدد أو الكمية.

أمثلة: كم كتابًا قرأت؟ كم برجًا في دبي؟

7. هل / أَ

الاستخدام: تُستخدمان للسؤال الذي إجابته إمّا نعم أو لا، أي السؤال الذي يُعرف بـ “الاستفهام التصديقي”.

أمثلة: هل ذهبت إلى المدرسة؟ أَشربت الحليب؟

8. أيّ

الاستخدام: تُستخدم للسؤال عن التمييز بين المتعدد.

أمثلة: أيُّ كتاب قرأت؟ أيُّ طريق نسلك؟

أنواع الاستفهام

أسلوب الاستفهام يُقسم إلى نوعين رئيسيين بناءً على الغرض منه:

1. الاستفهام الحقيقي

وهو الاستفهام الذي يكون الهدف منه طلب معرفة معلومة مجهولة، ويُتوقّع من السامع تقديم إجابة دقيقة ومباشرة. وغالبًا ما يُدرِّس هذا النوع في المراحل الأولى للأطفال، حيث يساعدهم على تطوير عادة السؤال والتعلّم.

مثال: من مؤسس الدولة السعودية؟

2. الاستفهام البلاغي

هو استفهام لا يُراد به السؤال، بل يُراد به غرض بلاغي مثل التعجب، أو النفي، أو التوكيد، أو الاستنكار. ويميل هذا النوع إلى الاستخدام الأكثر تقدّمًا، ويُدرّس للطلبة في الصفوف العليا.

مثال: أليس الله بأحكم الحاكمين؟ (الغرض التوكيد)

تركيب الجملة الاستفهامية

عادةً ما تبدأ الجمل الاستفهامية بأداة استفهام تليها بقية مكونات الجملة مثل الفعل والفاعل والمفعول به، حسب السؤال المطروح. ويتنوع التراكيب حسب طبيعة الأداة المستعملة:

مثال توضيحي:
الأداة: أين
السؤال: أين تسكن؟
تركيب الجملة: أداة استفهام + فعل + فاعل
السؤال يتطلب إجابة عن المكان.

مثال آخر:
الأداة: من
السؤال: من كتب الواجب؟
الجملة: أداة استفهام + فعل + مفعول به
الجواب يتطلب اسم العاقل (الفاعل).

أمثلة تطبيقية على أسلوب الاستفهام

أمثلة منوعة للأطفال والناشئين

1. ماذا تأكل في الإفطار؟
جوابه متوقع: نوع الطعام (فول، جبن، خبز، …)

2. من صديقك المفضل في الفصل؟
جوابه متوقع: اسم الطالب

3. كم ساعة تذاكر في اليوم؟
جوابه متوقع: عدد الساعات

4. كيف تقضي عطلة نهاية الأسبوع؟
جوابه متوقع: نشاطات وقت الفراغ

5. هل تحب الكتابة؟
جوابه متوقع: نعم / لا

تمارين على أسلوب الاستفهام

التمرين الأول: اختر أداة الاستفهام المناسبة

ضع أداة الاستفهام الصحيحة في الفراغ:

١- (……..) تقرأ كل يوم؟
الإجابة المتوقعة: ماذا

٢- (……..) تسكن في المدينة؟
الإجابة: أين

٣- (……..) كتب الدرس؟
الإجابة: من

٤- (……..) تبدأ العطلة؟
الإجابة: متى

التمرين الثاني: صِغْ سؤالاً باستعمال أداة استفهام مناسبة

أ. الجواب: أدرس في المدرسة السعودية.
السؤال: أين تدرس؟

ب. الجواب: أستيقظ الساعة السادسة صباحًا.
السؤال: متى تستيقظ؟

ج. الجواب: أبي يصلّي في المسجد.
السؤال: من يصلّي في المسجد؟

التمرين الثالث: حدّد نوع الاستفهام (حقيقي أو بلاغي)

أ. هل قرأت الدرس؟ النوع: حقيقي

ب. أليس الله بكافٍ عبده؟ النوع: بلاغي

ج. متى نلتقي لنلعب؟ النوع: حقيقي

د. أتهزأ بالدعاء وتزدريه؟ النوع: بلاغي

التمرين الرابع: ضع جملة استفهامية من إنشائك

يُطلب من الطالب أن يُكوِّن جملة تبدأ بأداة استفهام يختارها بنفسه، مثلا:

مثال من الطالب: كيف تحافظ على نظافتك؟

غرض هذا التدريب تنمية قدرة التلميذ على الإبداع وتطبيق المفهوم في سياقات جديدة تنبع من خبرته.

أهمية تعليم أسلوب الاستفهام للمتعلمين الصغار

يُعدّ تعليم أسلوب الاستفهام من ركائز تعليم اللغة للناشئة، حيث يُساعدهم على التفكير المنطقي وربط المعلومات، كما يعزز لديهم مهارات المحادثة والحوار. يستطيع الطفل من خلال إدراكه لأدوات الاستفهام تشكيل أسئلة سليمة تعكس فضوله ورغبته في التعلم والاستكشاف. يُعزز هذا الأسلوب أيضًا مهارات القراءة الناقدة، فعندما يتحوّل الطالب من مجرد متلقٍ إلى مُتسائل، يصبح مشاركًا فاعلًا في عملية التعلّم. كما يُسهّل تدريسه عبر النشاطات اللفظية والكتابية وتمثيل الأدوار التعليمية.

أما في التعليم المدرسي، فإن أسلوب الاستفهام يُكسب الطالب مهارات التفاعل مع النصوص، إذ يتعلم أن يطرح الأسئلة حول شخصيات القصة، والأحداث، والدروس المستفادة منها. ولهذا السبب، تُركّز المناهج على إدخال أنشطة متنوعة حول أدوات الاستفهام منذ الصفوف الأولى وحتى الثانوية، مع تطوير مهاراتهم تدريجيًا وفق مستويات التفكير العليا.

أخطاء شائعة يجب التنبيه لها

من المهم الإشارة لبعض الأخطاء الشائعة لدى المتعلمين أثناء استخدام أدوات الاستفهام، لتمكينهم من تجنّبها مبكرًا. من هذه الأخطاء:

١- الخلط بين “ما” و”من”: البعض يستخدم “من” مع غير العاقل و”ما” مع الأشخاص، وهو خطأ شائع. مثل: من اسم المدرسة؟ (والصحيح: ما اسم المدرسة؟).

٢- استخدام “هل” بدل “متى”/”أين”: مثل أن يقول التلميذ: هل تذهب إلى المدرسة؟ بدلاً من: متى تذهب إلى المدرسة؟ عندما يكون سؤاله عن الوقت، وليس الإثبات أو النفي.

٣- ترك علامات الاستفهام: قد ينسى بعض الطلبة وضع علامة الاستفهام (؟) في نهاية الجملة، ما يفقد الجملة دلالتها الصحيحة.

أنشطة داعمة لتعليم أسلوب الاستفهام

يمكن للمعلّمين وأولياء الأمور استخدام أنشطة تفاعلية؛ منها:

١- تخصيص “ركن الأسئلة” اليومي في الفصل، يشمل أسئلة يطرحها التلاميذ باستخدام أدوات الاستفهام الصحيحة.

٢- لعب دور الصحفي، حيث يُجري أحد التلاميذ مقابلة افتراضية مع زميله، مستخدمًا أدوات الاستفهام.

٣- كتابة قصة قصيرة تبدأ أو تنتهي بسؤال استفهامي، تُستعمل فيها أداة استفهام محددة.

٤- تنظيم مسابقات صفية: من يشكّل أكبر عدد من الأسئلة الصحيحة خلال دقيقة؟

إن أسلوب الاستفهام يُمثّل أداة لغوية وتعليمية فعالة تسهم في تطوير قدرة الطالب على التفكير، وتسهل على المعلم تقييم الفهم والتفاعل داخل الصف. كما أن التدريب العملي اليومي والمتدرج على استخدام أدوات الاستفهام وتوظيفها في الحوار والكتابة يقود إلى تمكّن لغوي وتفوق أكاديمي. وبما أن التعلم في سن الطفولة والمراهقة يعتمد على التكرار والتطبيق، فإن استخدام الأنشطة المتنوعة والمبسطة يُعزز استيعاب هذا الأسلوب على نحو فعّال وممتع.

المراجع

1. شوقي ضيف، “البلاغة تطور وتاريخ”، دار المعارف، القاهرة، 2002.

2. مصطفى الغلاييني، “جامع الدروس العربية”، دار الفكر، بيروت، 1992.

3. مناهج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة، وزارة التعليم، المملكة العربية السعودية، 2022.

4. كتاب معلم اللغة العربية – المرحلة الابتدائية، وزارة التربية والتعليم، مصر.

موارد ذات صلة:

ما هي أدوات الاستفهام