أسلوب التعجب والمدح والذم في اللغة العربية مع الأمثلة

لمحة عن المقال

أسلوب التعجب والمدح والذم في اللغة العربية

أسلوب التعجب

يُعدّ أسلوب التعجب من الأساليب البلاغية المهمة في اللغة العربية، ويُستخدم للتعبير عن الدهشة والانبهار من شيء خارق للعادة، سواء أكان جميلًا أو قبيحًا، قويًا أو ضعيفًا. ويُعبّر عن مشاعر الشخص تجاه موقف أو صفة ما ليست معتادة، وتلفت الانتباه بكونها فوق مستوى العادة أو أقل منه بشكل لافت.

أنواع أسلوب التعجب

ينقسم أسلوب التعجب إلى نوعين رئيسيين:

1. التعجب القياسي:

وهو الأسلوب الذي يُصاغ وفق قوالب لغوية محددة تقابل وزنًا ثابتًا في الصرف والنحو. وأكثر صيغ التعجب شيوعًا في هذا النوع هما:

  • ما أفعله! مثل: “ما أجملَ البحر!”
  • أفعلْ به! مثل: “أجملْ بالبحر!”

هاتان الصيغتان تُستخدمان للتعبير عن شدة الانبهار أو الشعور المفرط تجاه صفة معينة. ويجب أن تتوافر في الفعل بعض الشروط لكي يُصاغ منه أسلوب تعجب قياسي، ومن هذه الشروط أن يكون:

  • فعلاً ثلاثيًّا
  • مثبتًا (أي ليس منفيًّا)
  • تامًّا (أي ليس ناقصًا مثل: كان وأخواتها)
  • متصرفًا (أي يمكن تصريفه عبر الأزمنة)
  • قابلًا للتفضيل
  • ليس الوصف منه على وزن “أفعل” الذي مؤنثه “فَعلاء”

مثال على ذلك: “ما أكرمَ محمدًا!” هنا الفعل “أكرم” تتوفر فيه جميع الشروط.

2. التعجب السماعي:

هذا النوع من التعجب لا يخضع لقواعد الصياغة القياسية، بل يُؤخذ كما سُمع عن العرب. وغالبًا ما نجد هذا النوع في الشعر أو النثر العربي القديم. ومن أمثلته: “لله دَرُّه فارسًا!” أو “يا لَجمالِ الوادي!”. كما يمكن استخدام أدوات مثل “يا له من…” كما في: “يا له من طالبٍ نجيب!”.

أمثلة توضيحية لأسلوب التعجب

ما أشد الحرَّ اليوم! → التعبير عن الدهشة من حرارة الجو.
أجملْ بالسماء في الليل! → تعبير عن إعجاب بجمال السماء ليلًا.
لَكم هو رائع هذا الكتاب! → أسلوب تعجب سماعي عن جودة الكتاب.

أسلوب المدح والذم في اللغة العربية

تعريف أسلوبي المدح والذم

أسلوبا المدح والذم من الأساليب الإنشائية غير الطلبيّة، ويُستخدمان للتعبير عن رضى الكاتب أو المتحدث عن أمر أو صفة أو شخص (مدح)، أو عن استنكاره وإنكاره لصفة أو سلوك أو شخص (ذم). ولهما وظيفة معنوية وأسلوبية تهدف إلى تعزيز صفات إيجابية أو محاربة صفات سلبية.

أدوات المدح والذم

من أشهر أدوات المدح والذم في اللغة العربية ما يلي:

  • نِعْمَ وبِئْسَ: وهما فعلان ماضيان جامدان، يُستخدم الأول للمدح والثاني للذم. مثل: “نِعْمَ الطالبُ المجتهدُ” و”بِئْسَ الخُلُقُ الكَذبُ”.
  • حَبَّذا ولا حَبَّذا: وتُستخدمان أيضًا للمدح والذم على الترتيب. مثل: “حبَّذا التضامنُ الاجتماعيُّ” و”لا حبَّذا النفاقُ”.
  • إنّ واسمها: يمكن استخدام “إنّ” مع وصف إيجابي أو سلبي في أسلوب مدح أو ذم، مثل: “إنّ المعلمَ شخصٌ عظيمٌ” (مدح) أو “إنّ الكسلَ خصلةٌ مذمومةٌ” (ذم).

مكونات جملة المدح والذم

تتكوّن جملة المدح أو الذم من العناصر التالية:

  • فعل المدح أو الذم: “نِعْم” أو “بِئْس”، أو “حبذا” و”لاحبذا”.
  • فاعل: غالبًا يكون اسمًا معرفًا باللام، مثل: “نِعْمَ الولدُ“.
  • تمييز: وقد يُذكر بعد الفاعل لتوضيح صفته، وقد يكون نكرة مضافة أو مفردة.

أمثلة توضيحية على أسلوب المدح والذم

نِعْمَ الرجلُ الصادق. → مدح للرجل الصادق.
بِئْسَ التصرفُ الغشُّ. → ذم للغش.
حَبَّذا الصدقُ في القول. → مدح للصدق.
لا حَبَّذا الكذبُ. → ذم للكذب.

أنواع أسلوب المدح والذم

يمكن تقسيم أسلوب المدح والذم إلى نوعين رئيسيين هما:

1. مدح أو ذم الفعل:

أي الإشارة إلى فعل نبيل أو مستهجن. فمثلًا: “نِعْمَ ما عملتَ حينَ ساعدتَ زميلك”.
“بِئْسَ ما فعلَ مَن أفشى السرَّ”.

2. مدح أو ذم الصفة أو الشخص:

“نِعْمَ الطالبُ المجتهدُ” – مدح مباشر للطالب المجتهد.
“لا حبَّذا المتهاونُ في العمل”.

الفرق بين المدح والتعجب

رغم التشابه الظاهري بين أسلوبي التعجب والمدح، فإن بينهما فرقًا مهمًّا من حيث المعنى والاستخدام. فأسلوب التعجب يُعبّر عن الانبهار والدهشة، وهو شعور وقتي ومؤقت، بينما أسلوب المدح يُعبر عن الرضا والثناء الثابت تجاه شيء أو شخص. فمثلًا عندما نقول: “ما أَكرمَ هذا الولد!” نعني أن كرم الولد أذهلنا. بينما عندما نقول: “نِعْمَ الولدُ الكريمُ!” فإننا نصفه بوصف مستمر للثناء.

كيفية تعليم هذه الأساليب للأطفال والطلاب

أهمية تعليم أساليب البلاغة للأطفال

إن تعليم التلاميذ أساليب اللغة العربية مثل التعجب، والمدح، والذم، يُعد أساسًا مهمًا لفهم اللغة جيدًا، واستخدامها في التعبير بدقة وبلاغة. تساعد هذه الأساليب في تنمية المهارات اللغوية والقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بشكل عميق ومؤثر. كما تساعد الطلاب على تمييز المشاعر المختلفة عند الكتابة أو القراءة، وعلى إثراء قاموسهم اللغوي.

طرق تدريس أسلوب التعجب والمدح والذم

يمكن للمعلمين وأولياء الأمور اتباع العديد من الطرق الفعالة لتدريس هذه الأساليب للأطفال، خصوصًا في المراحل الابتدائية والمتوسطة:

  • استخدام الأمثلة البسيطة: مثل “ما أجملَ الوردة!” أو “نِعْمَ الطفلُ المؤدبُ”.
  • اللعب اللغوي: كأن يُطلب من الطفل أن يُعبر عن موقف يثير دهشته باستخدام أسلوب التعجب.
  • الرسم والتمثيل: يمكن للطلاب رسم مشهد ثم كتابة جملة تعجب أو مدح أو ذم تعبر عنه.
  • الحوارات والمناقشات الصفّية: حيث يُقدم المعلم جُملًا ناقصة ويطلب من التلاميذ إكمالها بأسلوب مناسب.
  • دمج الأساليب في التعبير الكتابي: وجعل الطالب يستخدم أسلوب تعجب أو مدح أو ذم في موضوع تعبير.

أخطاء شائعة يجب تفاديها

كثير من الطلاب قد يستخدمون التعجب أو المدح أو الذم بشكل غير دقيق بسبب عدم معرفة شروط الصياغة أو موضع استخدامها. ومن هذه الأخطاء:

  • استخدام أفعال لا تتوفر فيها شروط الفعل المتعجب منه.
  • الخلط بين أسلوب التعجب والمدح.
  • عدم استخدام الفاعل في جملة المدح أو الذم مما يخلّ بالمبنى.

لذلك، على المعلم أن يُركز على القواعد النحوية والشروط الصرفية، ويُدرب الطلاب بالتدريج على الاستخدام السليم.

أنشطة تطبيقية

يمكن اختبار فهم الطالب لهذه الأساليب بعدة أساليب تعليمية، منها:

  • إعطاؤه مجموعة من الأفعال وطلب صياغة جمل تعجب منها.
  • عرض مواقف على الطالب وطلب كتابة جمل مدح أو ذم متعلقة بها.
  • تحديد عناصر جملة المدح والذم والتعجب في نص قصير.
  • تصنيف الجمل إلى تعجب ومدح وذم.

أهمية الربط بحياة الطالب

لتثبيت هذه الأساليب لدى الطفل، من المهم أن نربطها بالمواقف اليومية التي يعيشها. فعلى سبيل المثال، يمكن للمعلم أن يقول: “ما أروعَ تصرفك عندما ساعدتَ زميلك!” أو “نِعْمَ الطالبُ المنظمُ”. فبهذا الشكل يشعر الطفل بأن اللغة وسيلة للتقدير والتعبير وليست موضوعًا جامدًا.

قائمة المراجع

  • الغرابي، مصطفى. (1994). البلاغة العربية: علم المعاني والبديع. دار العلم للملايين.
  • قطب، سيد. (2008). في البلاغة العربية: علم البيان. دار الشروق.
  • عبد العزيز، فؤاد. (2000). أساليب التعبير في اللغة العربية. مكتبة الأنجلو المصرية.
  • الزركشي، بدر الدين. (2005). البحر المحيط في أصول النحو. دار الكتب العلمية.
  • منهاج الصف الخامس – وزارة التربية والتعليم في الدول العربية المختلفة.