في لحظة من اللحظات، قد يصادف أحد المعلمين أو أولياء الأمور عبارة مثل: “اشتريت عشرين كتابًا”. فيتساءل الطالب: عشرين ماذا؟ تفّاح؟ لعبة؟ لا، بل “كتابًا”. هذا هو التمييز، ذلك العنصر الصغير في الجملة، لكن الذي يحمل على كتفيه عبء توضيح المعنى كله. إنه الأداة التي تنقذ الجملة من الغموض، وتجعل المعنى بيّنًا واضحًا.
التمييز، في اللغة العربية، هو اسم نكرة يأتي في الجملة ليزيل الإبهام عن كلمة قبله. ببساطة، هو كشاف صغير يسلّط الضوء على الكلمة التي قيلت ولم نفهم تحديدًا ما المقصود منها.
ليس كل التمييز نفسه. في اللغة العربية، كما تعودنا، لكل شيء تفصيل. هناك نوعان أساسيان من التمييز:
تخيّل طالبًا يقول: “أكلت خمسًا”. خمسًا من ماذا؟ إذا لم يتعلم التمييز، ستختفي المعلومة!
لا يمكننا أن نكون مجرد ملقنين. يجب أن نعيش الدرس مع الطالب. وإذا كنت معلمًا أو أبًا أو أمًا، فالفهم أولًا يمر من خلال القلب، ثم العقل.
استراتيجيات مقترحة
- استخدم بيئة الفصل: اعرض أشياء حقيقية أمام الطلاب. خذ كوب ماء وقل: “في الكوب لترٌا…” واتركهم يتخيلون، ثم أضف “ماءً”، وشاهد كيف يستوعبون المفهوم.
- مشهد قصير أو تمثيلية: اجعل الطلاب يمثلون مشاهد فيها كلمات مبهمة يجب توضيحها باستخدام تمييز. اجعل الجو مليئًا بالمرح!
- ألعاب الكلمات: مثل لعبة “أكمل الجملة بالتمييز الصحيح”. مثال: “ربحتُ عشرين…” وعلى الطلاب إكمال الجملة بشيء منطقي مثل “دينارًا” أو “علامةً”.
اجعل الدرس يخرج من صفحات الكتاب ويتنفس في حياة الطالب. مثلاً في المطبخ، اسأل طفلك: “أضفتُ كيلو…”، ثم اجعله يكمل. سيندهشك عندما يقول “طحينًا” أو “سكرًا”.
أو في الحديقة، قل: “زرعتُ خمس…” ودعه يبتكر “نباتاتٍ” أو “ورودًا”. هنا سيشعر الطفل أن اللغة ليست مجرد قواعد، بل هي أداة تواصله مع العالم.
ممتاز لو قدرنا ندمج تعليم التمييز عند تدريس مواضيع ثانية. مثلاً:
حين يتمكَّن الطالب من استخدام التمييز بشكل سليم، يصبح قادرًا على التعبير بدقة، فهم النصوص بشكل أفضل، وحتى الاستمتاع بالأدب العربي بجماله وتنوعه.