دورات في اللغة الإنجليزية للكبار

دورات في اللغة الإنجليزية للكبار

هل فاتك قط قطار تعلم اللغة الإنجليزية؟ الإجابة الحقيقية: لا أبداً!

قد يظن البعض أن تعلم اللغة الإنجليزية يتوقف عند سنوات الدراسة أو الشباب، لكن الحقيقة أن العديد من البالغين بل وكبار السن يحققون تقدماً رائعاً في تعلم اللغة في مراحل لاحقة من حياتهم. فسواء كنت موظفاً تطمح للترقي في وظيفتك، أو مسافراً بحاجة للتواصل في الخارج، أو حتى متقاعداً يريد متابعة برامج أجنبية بدون ترجمة، فإن دورات اللغة الإنجليزية للكبار تمنحك الأداة لتحقيق هذا الهدف.

في هذا المقال، سأساعدك خطوة بخطوة على فهم كيفية الاستفادة من هذه الدورات، ما الذي يجعلها فعالة حقاً للكبار، وما الأمور التي يجب أن تبحث عنها عندما تختار الدورة المناسبة لك. سنتكلم عن الأنواع المختلفة من هذه الدورات، طبيعة محتواها، أمثلة حقيقية من الدروس، الأخطاء الشائعة التي يجب الانتباه إليها، وحتى بعض التمارين التي يمكنك البدء بها فوراً.

هدفنا أن نقدم لك دليلاً واقعياً وعملياً، يمكنك الرجوع إليه كلما احتجت دفعة في طريقك لتعلم الإنجليزية بثقة.

لماذا تختلف دورات الإنجليزية للكبار عن دورات الأطفال أو طلبة المدارس؟

إن تعليم الكبار يختلف ببساطة لأن الكبار يأتون إلى التعلم وهم يحملون خبراتهم السابقة وتفضيلاتهم. فمثلاً، قد لا يكون مهماً للكبار تعلم أغنية عن الأبجدية، لكن من المهم جداً معرفة كيف يمكن قول “نحتاج إلى تمديد العقد” باللغة الإنجليزية!

دورات الإنجليزية للكبار غالباً ما تركز على:

• المواقف الواقعية: كإجراء مقابلات عمل، كتابة رسائل بريد إلكتروني، التفاوض، أو الطلب في المطاعم.
• المفردات العملية: كلمات متعلقة بالعمل، السفر، الحياة اليومية… إلخ.
• التعلم الذاتي والمتسلسل: الدورة مصممة لتناسب نمط تعلم البالغين الذين لديهم التزامات.

أكثر من ذلك، فالكبار غالباً ما يملكون دوافع داخلية قوية، مثل الترقي في العمل أو التواصل مع عائلاتهم في الخارج. هذا ما يجعلهم أكثر التزاماً وجدية في كثير من الأحيان، لكنهم أيضاً يواجهون تحديات مثل الإحراج من الخطأ أو صعوبة التركيز بعد يوم طويل من العمل. لذلك يجب أن تكون الدورة مناسبة لاحتياجاتهم النفسية والعملية.

أنواع الدورات المتاحة لتعلم الإنجليزية للكبار

يوجد العديد من المسارات والأنماط المختلفة حسب الهدف، النمط الزمني، وحتى النمط التعليمي. إليك بعض الفروقات المهمة:

• دورات محادثة Conversation Courses: تركز على النطق، التفاعل الشفهي، والثقة أثناء الكلام.
• دورات أكاديمية Academic English: مناسبة لمن يخطط للدراسة في الخارج أو اجتياز امتحانات دولية مثل IELTS أو TOEFL.
• دورات الأعمال Business English: مفيدة إن كنت تشارك في اجتماعات، تفاوضات، أو ترسل تقارير باللغة الإنجليزية.
• دورات عبر الإنترنت Online Courses: مرنة جداً، ويمكنك الدراسة عبر تطبيقات مثل Duolingo، أو منصات مثل Coursera وBBC Learning English.
• دورات حضورية (في معاهد أو جامعات): مناسبة لمن يحب التواصل وجهاً لوجه وتلقي تغذية راجعة مباشرة.

كل هذه الأنواع تقدم محتوى مختلفاً، وسننتقل الآن لرؤية بعض الأمثلة الواقعية التي قد تتعلم منها.

أمثلة مفيدة من محتوى دورات الإنجليزي للكبار

لنفترض أنك دخلت دورة “مهارات التواصل في العمل”، إليك عينة مما قد تتعلمه:

لاحظ أن هذه العبارات بسيطة لكنها مستخدمة يومياً. الكبار يستفيدون كثيراً من التدرب على العبارات الجاهزة لأنها تنقذهم في المواقف الحرجة.

نقطة مهمة: ركّز على العبارات التي تحتاجها في حياتك وليس تلك التي قد لا تستخدمها مطلقاً. إذا كنت طبيباً، تعلم كيف تقول “medical report” أو “patient history”، أما إذا كنت والد/ة، فتعلم كيف تتابع درس طفلك بالإنجليزية.

هل هناك قواعد لغوية في دورات للكبار؟ بالتأكيد… لكن بحذر!

في تجربتي، يفضل أن نقدم قواعد اللغة للكبار بطريقة عملية ومباشرة، دون تعقيد نظري زائد. إليك أهم القواعد التي عادة ما تُدرس في هذه الدورات:

• الزمن المضارع البسيط Present Simple: لتعبير عن الحقائق والروتين “I wake up at 7am.”
• زمن الماضي البسيط Past Simple: “I visited my brother yesterday.”
• صيغة المستقبل باستخدام will وgoing to: “I will travel next week.” أو “I’m going to visit my cousin.”
• سؤال المعلومات Wh- Questions: “Where do you live?”، “What do you do?”

لكن انتبه، الطريقة الأفضل لتعلم القواعد هي استخدامها في سياق عملي وليس في حفظ القواعد البحت.

الأخطاء الشائعة لدى من يتعلم الإنجليزية بعد عمر الثلاثين

عندما أدرّب طلاباً في عمر الثلاثين أو الأربعين أو حتى الستين، أصادف أنماطاً متكررة من الأخطاء. دعني أشاركك بها لنساعدك على تجنبها:

1. الخلط بين he و she: لأن العربية لا تميز في الأفعال بين الجنسين بنفس الطريقة. الحل: درب نفسك على ربط الفعل بالنوع بشكل واعٍ.
2. نسيان فعل “to be”: مثل أن يقول الطالب: “He doctor” بدلاً من “He is a doctor”.
3. ترجمة حرفية من العربية: “I have 30 years” بدلاً من “I am 30 years old”
4. التوتر عند التحدث: يؤدي إلى نسيان كلمات بسيطة أو التلعثم. الحل؟ الممارسة… ثم الممارسة… ثم الممارسة.

شعارنا هنا: لا تخف من الخطأ. أحياناً، يُعتبر التحدث بخطأ بسيط أفضل من الصمت الكامل!

تمارين عملية تناسب المتعلمين الكبار

لنسترجع معاً ما تعلمناه بطريقة تطبيقية. جرب هذه التمارين:

1. اختيار صحيح أو خطأ: هل الجملة صحيحة؟ صحح إذا كانت خاطئة:
   • I am engineer
   • She live in Cairo
   • You are teacher
2. ترجم إلى الإنجليزية:
   • أنا أعمل في شركة خاصة
   • هل يمكنك مساعدتي؟
   • أين تعيش؟
3. املأ الفراغ:
   • He _____ a doctor.
   • They _____ watching TV.
   • I _____ coffee every morning.

إجابات مقترحة:

• 1. I am an engineer (نضيف an)
• 2. She lives in Cairo
• 3. You are a teacher

• I work in a private company
• Can you help me?
• Where do you live?

• He is a doctor
• They are watching TV
• I drink coffee every morning

هل تحتاج شهادة؟ أم أن الهدف هو التواصل؟

بعض الأشخاص يدخلون دورات الإنجليزية بغرض الحصول على شهادة فقط. وهذا لا بأس به إذا كانت الشهادة مطلوبة في العمل. لكنني دائماً أقول لطلابي: الشهادة تُعلّق على الجدار، أما اللغة فهي التي تفتح لك الأبواب.

لذلك، مهما يكن هدفك، اجعل “التواصل الفعّال” جزءاً من أهدافك. عندما تستطيع طلب طعام، أو مناقشة فكرة، أو حتى فهم نكتة بسيطة من فيلم، حينها تشعر أنك فعلاً تملكت شيئاً من اللغة.

في النهاية، تذكّر أن كل يوم تبدأ فيه بتعلم الإنجليزية هو مكسب، وليس تأخراً. “Never too late” كما يقول الإنجليز.

ابدأ الآن، حتى بخمس دقائق يومية. جرّب أن تقول في الصباح “Good morning!” لنفسك بصوت عالٍ. أو اسأل زميلك: “How are you today?”. واعلم أن طريق الألف ميل نحو الإنجليزيّة، يبدأ بحرف A.