طرق صياغة لأساليب التعجب وللمدح وللذم مع الأمثلة

تُعد من الأساليب المهمة في اللغة العربية، حيث تُستخدم للتعبير عن المشاعر والانفعالات تجاه شخص أو شيء أو موقف معين. تتميز هذه الأساليب بأنها تعكس وجهة نظر المتحدث وتعبر عن موقفه الإيجابي أو السلبي، وقد جاءت اللغة العربية غنية بهذه الأساليب، ومتنوعة في طرق صياغتها، مما يُكسبها ثراءً تعبيريًا وجمالًا بيانيًا يميزها عن غيرها.

تهدف هذه المقالة التعليمية إلى شرح أساليب التعجب ومدح وذم بطريقة مبسطة تتناسب مع الفئة المستهدفة من الطلاب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بالإضافة إلى المعلمين والأهالي الذين يسعون لتعليم أطفالهم هذه الأساليب بصورة مبسطة وممنهجة.

أولاً: أساليب التعجب

التعريف:

هو أسلوب من الأساليب الإنشائية يُستخدم للتعبير عن الدهشة والانبهار من شيء مُثير ومستغرب. ويُبنى عادة على الانفعال بسبب صفة أو أمر غير مألوف، ويُستخدم للتعبير عن الإعجاب بزيادة أو شدة في إحدى الصفات، مثل الجمال أو الذكاء أو القوة.

شروط الفعل الذي يُتعجّب منه:

ليُصاغ الفعل على وزن “ما أفعله” أو “أفعل به”، يجب أن تتوفر فيه عدة شروط:

  • أن يكون ثلاثيًا.
  • أن يكون تامًا.
  • أن يكون مثبتًا (أي غير منفي).
  • أن يكون مبنيًا للمعلوم.
  • أن يكون قابلًا للتفاضل (أي أن تقبل درجته الزيادة والنقصان).
  • أن لا يكون الوصف منه على وزن “أفعل” المؤنث بـ”فَعلاء” (مثل: أحمر حمراء).

الصيغ القياسية:

١- ما أَفْعَلَهُ مِنْ تعجب:

هي الصيغة الأكثر شيوعًا واستخدامًا، وتُبنى على تركيب يتكون من “ما” تعجبية، يليها الفعل بصيغة “أفعل” متصلًا بضمير. يُستخدم هذا الشكل عندما نندهش من شدة الصفة.

أمثلة:

  • ما أجملَ السماءَ! → التعبير عن شدة جمال السماء.
  • ما أصدقَ هذا الولدَ! → التعبير عن شدة صدقه.
  • ما أكرمَك! → التعبير عن شدة كرم المخاطَب.

٢- أَفْعِلْ بِهِ من تعجب:

وهي صيغة فعلية تبدأ بفعل أمر على وزن “أفعل” يليه بحرف الجر “بـ” وضمير أو اسم ظاهر، وغالبًا ما يكون مبنيًا.

أمثلة:

  • أكرِمْ بالضيفِ! → التعبير عن مدح لشدة كرم الضيف.
  • أجملْ بالسماءِ! → التعبير عن تعجب من جمال السماء.
  • أصدقْ بحديثِه! → التعبير عن تعجب من صدق حديثه.

صيغ غير قياسية للتعجب:

قد لا يستوفي الفعل الشروط المطلوبة للصياغة بالشكل القياسي (مثل أن يكون زائدًا أو غير ثلاثي)، فيُلجأ إلى طريقة غير مباشرة، تتضمن استخدام كلمات أو تراكيب أخرى لتوصيل المعنى.

أمثلة:

  • يا لَروعَةِ السماءِ! → تعجب باستخدام أسلوب الإنشاء.
  • كم هو شديد الذكاء! → تعجب باستخدام “كم” الخبرية.
  • إنه لَجميلٌ جدًّا! → تعبير يدل على تعجب باستخدام “إن” والتوكيد بـ”اللام”.

ثانيًا: أساليب مدح

تعريف الأسلوب:

هو أسلوب يُستخدم للتعبير عن الإعجاب بصفات إيجابية في شخص أو شيء ما. ويهدف إلى الثناء والإشادة بتلك الصفات أو الأفعال، ويتخذ عدة صيغ تعبيرية في اللغة العربية تساعد على توضيح المعنى بأساليب مختلفة.

الأدوات الشائعة:

من أكثر الأدوات استخدامًا:

  • نِعْمَ: وتُستخدم في مدح اسم بعده يسمى “فاعلًا”، ويُذكر بعده “تمييز” في الغالب.
  • حَبَّذَا: تستخدم بنفس المعنى ولكن بأسلوب فعلي مكون من “فعل” و”فاعل” (حبّذا الفعل وذا اسم الإشارة).

أمثلة على أسلوب مدح باستخدام “نعم”:

  • نِعْمَ الطالبُ المجتهدُ. → مدح للطالب المجتهد.
  • نِعْمَ الخُلُقُ الأمانةُ. → مدح لصفة الأمانة.
  • نِعْمَ الصديقُ خالدٌ. → مدح لخالد بوصفه بالصداقة الجيدة.

أمثلة على أسلوب مدح باستخدام “حبّذا”:

  • حبّذا الصدقُ في الأقوالِ. → مدح لصفة الصدق.
  • حبّذا التعاونُ بينَ الزملاءِ. → مدح لفعل التعاون الجماعي.
  • حبّذا الاجتهادُ في الدراسةِ. → مدح للجدية في التحصيل العلمي.

الفرق بين “نعم” و”حبّذا”:

كلاهما أفعال ماضية تُستخدم في مدح شئ، لكن “نِعْمَ” تحتاج إلى فاعل ظاهر بعدها في أغلب الأحيان، أو مميز يوضح الصفة. أما “حبّذا” فهي تتكون من جزأين: “حبّ” الفعل و”ذا” اسم الإشارة للمدح، وغالبًا ما يكون الممدوح مذكورًا بعدها.

ثالثًا: أساليب ذم

تعريف الأسلوب:

هو أسلوب يُستخدم للتعبير عن الاستياء أو الكره من صفة أو فعل معين في شخص أو شيء. وهو عكس للمدح تمامًا، ويُوظف للتعبير عن الصفات السلبية والتنفير منها.

الأدوات الشائعة:

  • بِئْسَ: تُستخدم لذم شيء أو شخص، وتُبنى بنفس طريقة “نعم”.
  • لا حَبَّذَا: وتُستخدم لذم صفة أو شخص بطريقة تركيبية مشابهة لـ”حبّذا” مع النفي.

أمثلة على الأسلوب باستخدام “بئس”:

  • بِئْسَ الصفةُ الكذبُ. → ذم للكذب.
  • بِئْسَ ما يصنعُهُ الكسلانُ. → ذم لتصرف الكسلان.
  • بِئْسَ الطالبُ من يغشُّ في الامتحانِ. → ذم للغش في الامتحانات.

أمثلة على الأسلوب باستخدام “لا حبّذا”:

  • لا حبّذا الإهمالُ في الدراسةِ. → ذم للإهمال.
  • لا حبّذا النفاقُ بين الناسِ. → ذم للنفاق.
  • لا حبّذا التأخيرُ عن الصلاةِ. → ذم للتقصير الديني.

طرائق استخدام الأساليب في التعليم المدرسي

من أجل إيصال هذه الأساليب للطلاب على النحو الأمثل، يُنصح المعلمون وأولياء الأمور باستخدام خطوات تعليمية منهجية، تبدأ من عرض الأمثلة الحياتية المألوفة للأطفال، مثل مدح السلوك الجيد أو ذم التصرف الخاطئ، بما يعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية. ويمكن ربط الأساليب بمجال القصة القصيرة، والحوار اليومي، والتدريبات في حصص الإملاء والإنشاء كي تُرسخ في ذهن الطالب، وتصبح جزءًا من لغة تعبيره اليومي.

يراعى أيضًا تقديم تدريبات تطبيقية وتمارين شفوية وكتابية، يملأ فيها الطالب الفراغات، ويُميّز بين أدوات كلّ منها، ويُعيد الصياغة بأساليب مختلفة.

المراجع

  • شوقي ضيف، “البلاغة”، دار المعارف، القاهرة.
  • عباس حسن، “النحو الوافي”، دار المعارف.
  • وزارة التربية والتعليم، مناهج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة، طبعات متنوعة.
  • أحمد مختار عمر، “معجم اللغة العربية المعاصرة”، عالم الكتب، القاهرة.
  • زكي الدين أبو شجاع، “دروس الأساليب في اللغة العربية”، دار الفكر العربي.