المبتدأ والخبر وإعرابهما مع الأمثلة

تعريف الجملة الاسمية

الجملة في اللغة العربية تنقسم إلى نوعين رئيسيين: الجملة الاسمية والجملة الفعلية. أما الجملة الاسمية فهي الجملة التي تبدأ باسم، وتتكوّن غالبًا من ركنين أساسيين هما: المبتدأ والخبر. وهذان الركنان يمثلان الهيكل الأساسي للجملة الاسمية، حيث يُعبِّر المبتدأ عن الشيء أو الشخص الذي نتحدث عنه، بينما يُكمّل الخبر المعنى ويُوضّح المقصود من الحديث عن المبتدأ.

تعريف المبتدأ

المبتدأ هو الاسم الذي تبدأ به الجملة الاسمية ويكون مرفوعًا بالحالة الإعرابية. يأتي دائمًا ليدل على شيء معين نريد أن نخبر عنه. وفي أغلب الحالات يكون المبتدأ اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا منفصلًا.

مثال على المبتدأ:

  • السماءُ صافيةٌ.
  • التلميذُ مجتهدٌ.
  • أنا سعيدٌ.

في هذه الأمثلة، الكلمات “السماء”، “التلميذ”، و”أنا” هي المبتدأ لأنها الأسماء التي بدأنا بها الجمل ونتحدث عنها.

تعريف الخبر

الخبر هو الاسم الذي يُكمّل الجملة الاسمية ويُخبر عن حالة أو وصف المبتدأ. يأتي الخبر كذلك مرفوعًا ويتبع المبتدأ في الإعراب. والخبر هو الجزء الذي يُحدّد ما نريد قوله عن المبتدأ.

أمثلة على الخبر:

  • السماء صافيةٌ (خبر مفرد).
  • الولد يجري في الحديقة (خبر جملة فعلية).
  • الأم في البيت (خبر شبه جملة: جار ومجرور).

أنواع الخبر

ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

1- الخبر المفرد

هو الخبر الذي يتكون من كلمة واحدة وليس جملة أو شبه جملة. ويكون مرفوعًا بالضمة إذا كان مفردًا.

مثال: الطالبُ مجتهدٌ.
في هذا المثال، “مجتهد” هي خبر مفرد مرفوع.

2- الخبر الجملة

ينقسم الخبر الجملة إلى نوعين فرعيين:

أ- الخبر جملة اسمية

وهو الخبر الذي يتكوّن من جملة اسمية ويجب أن يكون فيها ضمير يعود على المبتدأ.

مثال: الطالبُ أخوه مجتهدٌ.
في هذا المثال، “أخوه مجتهد” هي الجملة الاسمية التي تُكوِّن الخبر، ويعود الضمير “ـه” على “الطالب”.

ب- الخبر جملة فعلية

وهو الخبر الذي يتكوّن من جملة فعلية ويجب أن تحتوي أيضًا على ضمير يعود على المبتدأ.

مثال: الولد يقرأ الكتاب.
في هذا المثال، “يقرأ الكتاب” هي الجملة الفعلية التي تمثل الخبر، والفعل يعود على “الولد”.

3- الخبر شبه جملة

وهو الخبر الذي يتكون إما من جار ومجرور أو من ظرف مكان أو زمان.

مثال:

  • الكتابُ على الطاولة (جار ومجرور).
  • المدرسة قريبةٌ من البيت (شبه جملة).
  • السيارة أمام المنزل (ظرف مكان).

إعراب المبتدأ والخبر

يتكوّن إعراب الجملة الاسمية من جزئين أساسيين كما يلي:

1- إعراب المبتدأ

المبتدأ يكون دائمًا مرفوعًا إن كان مُعربًا، أو يُبنى في محل رفع إن كان ضميرًا:

مثال 1: الولدُ ذكيٌّ.
إعراب:

  • الولدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • ذكيٌّ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

2- إعراب الخبر

الخبر كذلك يكون مرفوعًا. إليك أمثلة توضح حالات مختلفة:

مثال 2: الكتابُ فوق المكتب.

  • الكتابُ: مبتدأ مرفوع.
  • فوق: ظرف مكان منصوب في محل رفع خبر.
  • المكتب: مضاف إليه مجرور.

مثال 3: الولدُ يلعب في الحديقة.

  • الولدُ: مبتدأ مرفوع.
  • يلعب في الحديقة: جملة فعلية في محل رفع خبر.

شروط المبتدأ والخبر

توجد عدّة شروط كي تتكوّن الجملة الاسمية الصحيحة، ومن هذه الشروط:

  • أن يكون المبتدأ معرفة أو مقترنًا بـ”أل التعريف”.
  • أن يكون الخبر نكرة إذا كان المفرد، أو جملة تكمّل المعنى.
  • أن يتفق المبتدأ والخبر في العدد والإفراد أو التثنية أو الجمع غالبًا.

حالات تقديم الخبر على المبتدأ

في الحالات العادية، يأتي المبتدأ قبل الخبر، لكن يمكن تقديم الخبر على المبتدأ في بعض الحالات الخاصة، ومن هذه الحالات:

  • إذا كان في الخبر شبه جملة وفي المبتدأ نكرة، مثال: في المدرسةِ طلابٌ.
  • عند الرغبة في التوكيد أو لفت الانتباه، مثل: في قلبِ الأمّ حنانٌ لا يُوصف.
  • إذا كان المبتدأ متأخرًا لأسباب بلاغية أو شعرية.

حذف المبتدأ أو الخبر

قد يُحذف المبتدأ أو الخبر في بعض الجمل لأسباب بلاغية أو دلالية، بشرط أن يكون المعنى واضحًا. على سبيل المثال:

  • في المدرسةِ. (أي: الطلاب في المدرسة، حُذف المبتدأ).
  • محمد؟ (في مواقف معينة يُقصد بها: أين محمد؟ أو هل رأيت محمد؟، حُذف الخبر).

أمثلة متنوعة مع الإعراب التفصيلي

مثال 1: الشجرةُ مثمرةٌ.
– الشجرةُ: مبتدأ مرفوع بالضمة.
– مثمرةٌ: خبر مرفوع بالضمة.

مثال 2: في الحديقةِ أطفالٌ.
– في الحديقة: شبه جملة جار ومجرور في محل رفع خبر مقدّم.
– أطفالٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع.

مثال 3: أنا سعيدٌ.
– أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
– سعيدٌ: خبر مرفوع.

مثال 4: الصفّ نظيفٌ.
– الصفّ: مبتدأ مرفوع.
– نظيفٌ: خبر مرفوع.

تطبيقات تربوية وتعليمية

في المرحلة التعليمية الخاصة بالطلبة من عمر 7 سنوات فما فوق، من الضروري تبسيط المفاهيم النحوية مثل المبتدأ والخبر لتكون متماشية مع قدرات التلاميذ الذهنية. من الطرق المقترحة لتدريس هذا الدرس:

  • استخدام الصور مع جمل توضيحية، مثل عرض صورة لولد يقرأ، وكتابة الجملة: الولد يقرأُ.
  • استخدام ألعاب لغوية، مثل لعبة ترتيب الكلمات لتكوين جمل اسمية.
  • إجراء أنشطة جماعية تجعل الأطفال يعربون عناصر من بيئتهم الحقيقية، كأن يكتبوا عن أدوات الصف: القلم حادٌّ، السبورة نظيفةٌ.
  • كذلك يمكنك الاستعانة ببوربوينت وأوراق عمل الجملة الاسمية، وأوراق عمل إعراب الجملة الاسمية.

أهمية فهم المبتدأ والخبر في اللغة

يُعدّ إتقان التمييز بين المبتدأ والخبر وإعرابهما من المهارات الأساسية في تعلّم اللغة العربية واستخدامها بصورة صحيحة. يُسهم هذا الفهم في تحسين قدرة الطالب على الفهم القرائي والاستيعاب، وكذلك في تحسين قدراته الكتابية من خلال تكوين جمل سليمة معنويًا ونحويًا.

موارد ذات صلة

المراجع

  • الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز.
  • السباعي، مصطفى، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، الجزء الأول والثاني.
  • عباس حسن، النحو الوافي.
  • وزارة التربية والتعليم – مناهج اللغة العربية للمراحل الابتدائية والإعدادية.
  • موقع مجمع اللغة العربية على الإنترنت.