الجملة الاسمية في اللغة العربية
تُعَدّ الجملة الاسمية من أهم أنواع الجمل في اللغة العربية، وهي أحد الأسس الرئيسية التي تقوم عليها التراكيب اللغوية في العربية.
يتعلَّم التلاميذ منذ السنوات الأولى من الدراسة كيفية تكوين الجمل، وتمييز نوع الجملة الاسمية عن الفعلية، ويُعَدّ هذا الأمر ضروريًا لفهم السياق والنحو في اللغة.
تتكوّن الجملة الاسمية من ركنين أساسيين هما المبتدأ والخبر، وهي عادة تستخدم للإخبار عن شيء أو شخص، أو تقديم وصف لحالة معينة.
تعريف الجملة الاسمية
الجملة الاسمية: هي الجملة التي تبدأ باسم. وهذا هو الفرق الأساسي بينها وبين الجملة الفعلية التي تبدأ بفعل. وتُستخدَم الجملة الاسمية عادة للإخبار عن حالة أو صفة، أو لتقديم معلومات ثابتة، مثل: الطالبُ مجتهدٌ، أو الجوُّ جميلٌ. وبما أنها لا تبدأ بالفعل، فإنها في الغالب تستخدم للتعبير عن حالة مستمرة أو دائمة، على عكس الجملة الفعلية التي تعبِّر غالبًا عن حدث وقع أو سيقع.
أركان الجملة الاسمية
للجملة الاسمية ركنان أساسيان لا تكتمل الجملة بدونهما، وهما:
١- المبتدأ
المبتدأ هو الاسم الذي تبدأ به الجملة، وغالبًا ما يكون مُعربًا (أي أن حركته الإعرابية تتغيّر حسب موقعه في الجملة). والمبتدأ يكون غالبًا معرفة (أي نعرفه بالفعل مثل: الطالب، محمد، المدرسة)، وقد يأتي نكرة في بعض المواضع إذا دلّ على شيء واضح أو محدد بالسياق.
أمثلة على المبتدأ:
- السماءُ صافيةٌ.
- الولدُ نشيطٌ.
- المدرسةُ كبيرةٌ.
٢- الخبر
الخبر هو الجزء من الجملة الذي يخبرنا عن المبتدأ، ويكمل معنى الجملة. بدون الخبر لا تكتمل الجملة الاسمية ولا يفهم المعنى كاملاً. والخبر بدوره يأتي على أشكال متعددة، سنتعرّف عليها لاحقًا.
أمثلة على الخبر:
- الجوُّ باردٌ.
- المعلمُ كريمٌ.
- السيارةُ سريعةٌ.
أنواع الخبر في الجملة الاسمية
للخبر في اللغة العربية أكثر من نوع، حسب موقعه ووظيفته في الجملة، ويمكن أن يكون:
١- خبر مفرد
وهو أبسط أنواع الخبر، ويكون كلمة واحدة فقط تُكمل المعنى وتُخبر عن المبتدأ. لا يُشترط أن يكون الخبر المفرد اسمًا مفردًا في المعنى، بل المعنى في هذه الحالة أن الخبر غير جملة أو شبه جملة. الخبر المفرد يطابق المبتدأ في الجنس (مذكر أو مؤنث) والعدد (مفرد أو مثنى أو جمع).
أمثلة:
- المدربُ نشيطٌ.
- الطلابُ نافعونَ.
- المعلمةُ مجتهدةٌ.
٢- خبر جملة
قد يأتي الخبر على هيئة جملة كاملة، ويشترط في هذه الحالة أن تكون الجملة متممة لمعنى المبتدأ ومُشتملة على ضمير يعود عليه. وتنقسم إلى نوعين:
أ- خبر جملة فعلية
وفيه يكون الخبر عبارة عن جملة تبدأ بفعل، ويحتوي الفعل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ.
أمثلة:
- العصفورُ يُغرّدُ.
- الولدُ يلعبُ في الحديقةِ.
- الطالبةُ تذاكرُ الدروسَ.
ب- خبر جملة اسمية
وفيه يكون الخبر نفسه جملة اسمية جديدة تتكوّن بدورها من مبتدأ وخبر، وتكون هذه الجملة مسندة إلى المبتدأ الأصلي.
أمثلة:
- الجوُّ حالُهُ جميلٌ.
- البيتُ بابُهُ مفتوحٌ.
- الطالبُ سلوكهُ حسنٌ.
٣- خبر شبه جملة
يأتي الخبر أحيانًا على شكل شبه جملة، وشبه الجملة يكون إما جارًا ومجرورًا أو ظرفًا (زمان أو مكان). ويوضع به لإعطاء معلومات تتعلق بالمكان أو الزمان أو الحال.
أ- شبه جملة من جار ومجرور
أمثلة:
- الكتابُ على الطاولةِ.
- المعلّمُ في الصفِّ.
- الطالبُ في المكتبةِ.
ب- شبه جملة من ظرف
أمثلة:
- العصفورُ فوقَ الشجرةِ.
- السيارةُ أمامَ المنزلِ.
- الطفلُ تحتَ الطاولةِ.
حكم تقديم الخبر وتأخير المبتدأ
الأصل في الجملة الاسمية أن يتقدّم المبتدأ ويتأخّر الخبر، ولكن في بعض الحالات قد يتقدّم الخبر على المبتدأ، وذلك لأسباب نحوية أو بلاغية. من هذه الأسباب:
- إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة، مثل: في المدرسةِ طلابٌ.
- إذا كان الهدف هو التوكيد أو لفت الانتباه: في القلبِ حبٌّ عظيمٌ.
- إذا كان المبتدأ مما يُستبعد أن يكون خبرًا، فيجب تقديم الخبر لتوضيح المعنى.
ويُراعى في حالات التقديم والتأخير أن يظل المعنى صحيحًا وواضحًا للقارئ أو المستمع، وأن يُراعى الرابط الضميري بين أجزاء الجملة.
علامة الإعراب في الجملة الاسمية
في الجملة الاسمية، كلًا من المبتدأ والخبر يكونان مرفوعَين، وهذه من أهم قواعد الإعراب في اللغة العربية. يتم رفعهما بحسب نوع الكلمة: إذا كانت مفردًا تُرفع بالضمة، وإذا كانت مثنًى تُرفع بالألف، وإذا كانت جمع مذكر سالم أو من الأسماء الخمسة تُرفع بالواو.
أمثلة على الإعراب:
- الطالبةُ نشيطةٌ: الطالبةُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، نشيطةٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- المهندسانِ ماهرانِ: المهندسانِ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنًى، ماهرانِ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنًى.
- الطلابُ مجتهدون: الطلابُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، مجتهدون: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
الفرق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية
من الضروري أن يفرّق التلميذ بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية، إذ تؤدي كل منهما وظيفة مختلفة في التعبير.
الجملة الاسمية تبدأ باسم وتُستخدم غالبًا لوصف حالات ثابتة، أما الجملة الفعلية فتبدأ بفعل وتُعبّر عن حدث وقع أو يحدث أو سيحدث.
أمثلة للمقارنة:
- الولدُ نائمٌ (جملة اسمية: تصف حالة الولد).
- نامَ الولدُ (جملة فعلية: تُشير إلى وقوع الحدث – النوم).
وفي النصوص التعليمية والقصصية التي تُدرّس في المدارس، يكون المزج بين النوعين أمرًا ضروريًا، ويُنبّه المعلم التلميذ إلى الاختلاف في البنية والمعنى بين النوعين.
أهمية تعلم الجملة الاسمية للمتعلمين
فهم الجملة الاسمية يُعدّ حجر الزاوية لفهم النحو العربي، ويساعد التلاميذ على تحسين مهارات القراءة والفهم والتعبير الكتابي. فمعرفة تركيب الجملة يسهم في تكوين جمل صحيحة أثناء التعبير الشفوي أو الكتابي. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدراك أنواع الخبر وأشكاله يُتيح للطالب تنويع الأساليب في التعبير، مما يُنمّي عنده القدرة اللغوية والبلاغية.
ومن المهم جدًا أن يُركّز المعلمون وأولياء الأمور على تدريب الأطفال على تكوين جمل اسمية صحيحة، وتمييز المبتدأ عن الخبر، وفهم التراكيب المختلفة من خبر مفرد، وجملة، وشبه جملة، مع التدرب على الإعراب المناسب للمبتدأ والخبر.
طرق تعليم الجملة الاسمية للأطفال
تتنوع طرق تعليم الجملة الاسمية حسب المرحلة العمرية والصف الدراسي. في المراحل الأولى من المدرسة، يُستَحسَن استخدام الوسائل البصرية كالصور والبطاقات التعليمية، وتمثيل الجمل في مواقف حياتية مثل “الولدُ يأكلُ”، و”الشمسُ ساطعةٌ”. أما في المراحل المتقدمة، فيُدخِل المعلّم تدريجيًا الجمل الأكثر تعقيدًا ويشرح أنواع الخبر، مع تدريبات إعرابية.
كما أن استخدام الأنشطة العملية مثل تشكيل جمل من كلمات مبعثرة، أو وصف صور بجمل اسمية، أو تحويل الجمل الفعلية إلى اسمية والعكس، يُساعد في ترسيخ المفهوم عند التلاميذ بصورة تفاعلية وممتعة.
اطَّلع على بوربوينت وأوراق عمل الجملة الاسمية.
موارد ذات صلة:
قائمة المراجع
- ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، دار الفكر العربي.
- عبد السلام هارون، قواعد اللغة العربية، دار المعرفة.
- عبده الراجحي، التطبيق النحوي، دار النهضة العربية.
- مناهج وزارة التربية والتعليم لمرحلة التعليم الأساسي في الدول العربية.
- محمود كامل الناقة، تدريس اللغة العربية في ضوء معايير الجودة، مكتبة الأنجلو المصرية.

