لمحة عن المقال
أسلوب الشرط من الأساليب النحوية المهمة في اللغة العربية، ويلعب دورًا بارزًا في التعبير عن العلاقة بين فعلين، يرتبط أحدهما بحدوث الآخر. ويكثر استعمال هذا الأسلوب في اللغة اليومية، وكذلك في النصوص الأدبية والقرآنية والتعليمية، مما يجعل فهمه أمرًا ضروريًا لكل متعلم للغة العربية، وخاصة الأطفال من طلاب المدارس في مراحل التعليم المختلفة. يُستخدم أسلوب الشرط للتعبير عن العلاقة بين سبب ونتيجة، أو بين شرط ومشروط في صورة أسلوبية دقيقة وواضحة.
تعريف أسلوب الشرط
أسلوب الشرط: هو تركيب لغوي يتكوَّن من جملتين مترابطتين؛ الجملة الأولى تُسمّى جملة الشرط، وهي التي تحتوي على أداة الشرط، وتعبِّر عن الحدث الذي إن حصل، وقع الحدث الثاني. أمَّا الجملة الثانية فتُسمَّى جملة جواب الشرط، وهي تعبِّر عن النتيجة أو الجزاء المترتب على تحقق الشرط. ويأتي هذا التركيب غالبًا على النحو الآتي: أداة شرط + فعل الشرط + جواب الشرط.
مثال: إنْ تنم مبكرًا، تنستيقظْ نشيطًا.
في هذا المثال: “إن” هي أداة الشرط، و”تنم” هو فعل الشرط، أما “تستيقظ” فهو جواب الشرط.
أركان أسلوب الشرط
1. أداة الشرط
وهي الكلمة التي تدل على وجود علاقة شرطية بين حدثين. تتنوع أدوات الشرط في اللغة العربية حسب نوع الجملة، وتُقسم إلى أدوات جازمة وأدوات غير جازمة، كما قد تكون خاصة بالعاقل أو بغير العاقل، أو تكون ظرفَ زمان أو مكان.
2. فعل الشرط
هو الفعل الذي يأتي مباشرة بعد أداة الشرط، ويُبيِّن الفعل أو الحدث الذي يجب أن يتحقق لتقع النتيجة أو الجزاء.
3. جواب الشرط
هو الجملة التي تأتي بعد فعل الشرط، وتكون مرتبطة بها ارتباطًا وثيقًا، إذ تدل على النتيجة، أو ما يترتَّب على تحقق شرط الجملة الأولى.
أنواع أدوات الشرط
أولًا- أدوات الشرط الجازمة:
هي أدوات تجزم فعلين: فعل الشرط وجوابه، وتدخل على الجملتين وتحولهما إلى أسلوب شرط مع جزم الفعلين. أشهر هذه الأدوات ما يلي:
- إنْ: لغير العاقل والمواقف العامة. مثل: إنْ تصبرْ، تُفلحْ.
- منْ: للعاقل. مثل: منْ يجتهدْ، ينجحْ.
- ما: لغير العاقل. مثل: ما تزرعْ، تحصدْ.
- مهما: لغير العاقل والمواقف العامة. مثل: مهما تعملْ، تنلْ نتيجة عملك.
- متى: للزمان. مثل: متى تسافرْ، أرافقْك.
- أينما: للمكان. مثل: أينما تذهبْ، أذهبْ معك.
- أين: للمكان. مثل: أين تعملْ، أزورك.
- أيان: تدل على الزمان، وتُستعمل غالبًا في السياقات الأدبية أو القرآنية. مثل: أيان ترجعْ، أرحبْ بك.
- كيفما: للحال. مثل: كيفما تعاملِ الناس، يعاملوك.
ثانيًا: أدوات الشرط غير الجازمة
وهذه الأدوات لا تقوم بجزم الأفعال التي تليها، بل يكون الفعلان في الجملتين مرفوعين، وتُستَخدم في سياقات مختلفة، مثل:
- لو: تفيد الامتناع لامتناع. مثل: لو درستَ، لنجحتَ.
- لولا: تفيد امتناع الجواب لوجود مانع. مثل: لولا العلم، ما تقدم الإنسان.
- إذا: تقترن بالفعل الماضي غالبًا، وتفيد التحقق في المستقبل. مثل: إذا ذهبتَ إلى المدرسة، فاستمعْ للنصائح.
ملاحظة: الجملة الشرطية غير الجازمة تأتي غالبًا للدلالة على أشياء غير متحققة أو يصعب تحققها، أو تدل على التحسُّر أو التمني أو الامتناع.
إعراب أسلوب الشرط
يلزم في الجمل التي تتألف من أسلوب شرط جازم أن يُجزم فيها الفعلان المتتابعان بعد أداة الشرط، وهي غالبًا فعل الشرط وجواب الشرط.
في المثال: منْ يذاكرْ ينجحْ
“من”: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.
“يذاكرْ”: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون.
“ينجحْ”: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه السكون.
وجملة “يذاكرْ ينجحْ” في محل رفع خبر “من”.
حالات اقتران جواب الشرط بالفاء
في بعض الحالات، يجب أن يُقترن جواب الشرط بالفاء، ولا يجوز أن يأتي مجردًا عنها. وهذه الحالات معروفة ومحددة بالنحو، وتسمّى بـ”جملة الجزاء المقترنة بالفاء”. تأتي الفاء إذا كان الجواب جملة اسمية، أو يحتوي على فعل طلبي، أو إذا كان الفعل مقرونًا بـ”قد”، “لن”، “ما”.
الحالات التي يجب فيها اقتران الجواب بالفاء:
1. إذا كانت جملة الجواب اسمية:
مثال: إن تذاكرْ، فالعلمُ مفيدٌ.
“فالعلم مفيد”: جملة اسمية بدأت باسم (العلم)، واقترنت بالفاء.
2. إذا كان فيها فعل طلبي (أمر، نهي، استفهام، تمني):
مثال أمر: منْ يحبْ الخير، فساعدْه.
مثال نهي: منْ يغش، فلا تمازحه.
مثال استفهام: متى تأتِ، فأين تُقيمُ؟
مثال تمني: من يدرسْ، فليته ينجح.
3. أن تكون الجملة متصدرة بـ “قد”، “لن”، أو “ما”:
مثال: منْ يجتهدْ، فقد ينجحْ.
مثال: منْ يكسلْ، فلنْ يفلحْ.
مثال: منْ يسهرْ، فما يربحُ شيئًا.
أمثلة على أسلوب الشرط من الحياة اليومية
1. إنْ تطلبْ العلم، تنجحْ في حياتك.
2. من يساعدْ المحتاجين، يكسبْ الأجر والثواب.
3. إذا استمعتَ لنصائح معلمك، تستفدْ كثيرًا.
4. لولا التعاون، ما تقدم المجتمع.
5. أينما يكن العملُ، يكنْ النجاحُ.
الفرق بين “إن” و”إذا” في أسلوب الشرط
“إن” و”إذا” هما من أشهر أدوات الشرط، لكن بينهما فروق دقيقة في المعنى والاستخدام. فكلمة “إن” تدل على وقوع محتمل أو مشكوك فيه الحدوث، بينما “إذا” تدل على وقوع متحقق غالبًا في المستقبل.
مثال باستخدام “إن”: إن تدرسْ جيدًا، تنجحْ. (ربما تدرس وربما لا)
مثال باستخدام “إذا”: إذا حلَّ الصيف، نسافرْ للبحر. (الصيف سيأتي بالتأكيد)
وبالتالي، يُفضَّل استخدام “إذا” عندما نتحدث عن أمر مُتوقع الحدوث، و”إن” عندما يكون الأمر غير مؤكد.
تمارين وتدريبات لتلاميذ المدارس
التمرين 1: أكمل الجمل التالية مستخدمًا أدوات الشرط المناسبة:
1- (……..) تجتهد، تنل جائزة.
2- (……..) يحترم الناس النظام، يسود الأمن.
3- (……..) تزرع، تحصد.
التمرين 2: استخرج أداة الشرط، وفعل الشرط، وجواب الشرط من الجمل التالية:
1- من يسهرْ، يتعبْ في الصباح.
2- إن تصدقْ، يحبك الناس.
3- ما تفعلْ من خيرٍ، تجده عند الله.
التمرين 3: اختر الإجابة الصحيحة فيما يلي:
1- أي الأدوات التالية تجزم فعلين؟
(أ) إذا – (ب) إن – (ج) لو – (د) لولا
2- أي الجمل التالية لا تحتاج إلى الفاء في جواب الشرط؟
(أ) من يدرسْ، فالعلم مفيد.
(ب) منْ يحبْ وطنه، يخدمه.
(ج) إنْ تذاكر، فساعد زميلك.
(د) إنْ تسافرْ، فقد تتعلم شيئًا جديدًا.
مراجع
- عبده الراجحي – “قواعد اللغة العربية المبسطة” – دار المعرفة، القاهرة.
- تمام حسن – “اللغة ووظيفتها” – المجلس الأعلى للثقافة، مصر.
- علي الجارم ومصطفى أمين – “النحو الواضح للمرحلة الابتدائية” – دار المعارف.
- القرآن الكريم – أمثلة على أسلوب الشرط في مختلف السور.
- موقع وزارة التربية والتعليم المصرية – مناهج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية والإعدادية.