أدوات الشرط من المكونات المهمة في النحو العربي، وهي تُستخدم لربط جملة فعلية بشرط وقوع حدث معين، بحيث يعتمد تحقق الجواب على تحقق الشرط. وتنقسم أدوات الشرط في اللغة العربية إلى نوعين رئيسيين، هما: أدوات شرط جازمة، وأدوات شرط غير جازمة.

مفهوم أدوات الشرط

تعني أداة الشرط: الكلمة التي يُفتتح بها تركيب الشرط، وتدل على علاقة بين جملتين؛ الأولى تُسمى جملة الشرط، والثانية تُسمى جملة جواب الشرط.. مثال بسيط على ذلك: “إنْ تجتهدْ، تنجحْ”، حيث “إنْ” أداة شرط، و”تجتهد” فعل الشرط، و”تنجح” جواب الشرط.

أنواع أدوات الشرط

تُقسم أدوات الشرط إلى نوعين رئيسيين حسب أثرها النحوي على الجملة التي بعدها:

أولاً- أدوات الشرط الجازمة:

أدوات الشرط الجازمة: هي الأدوات التي تجزم فعلي الشرط والجواب، أي تجعل كل واحد منهما في حالة الجزم. بمعنى أن الفعل المضارع الذي يأتي بعد أداة الشرط الجازمة يجب أن يجزم بالسكون إذا كان صحيح الآخر، أو يُجزم بحذف حرف العلة أو النون إن كان معتلّ الآخر أو من الأفعال الخمسة. ومن أبرز هذه الأدوات:

  • إنْ: وهي أشهر أداة شرط جازمة، مثال: “إنْ تدرسْ، تنجحْ”.
  • من: تُستخدم للعاقل. مثال: “من يجتهدْ، ينجحْ”.
  • ما: وتُستخدم لغير العاقل، وتُفيد العموم. مثال: “ما تفعلْ من خيرٍ، تجدهْ عند الله”.
  • متى: تُستخدم للزمان. مثال: “متى تحضرْ، أُكرمك”.
  • أيّان: تُستخدم كذلك للزمان، ولكنها تدل على وقت غير محدد. مثال: “أيّان تقابلْهُ، سلِّم عليه”.
  • أين: تُستخدم للمكان. مثال: “أين تذهبْ، أرافقْك”.
  • أنَّى: تُفيد الحال أو المكان. مثال: “أنّى تجتهدْ، تنلْ الدرجة”.
  • أينما، حيثما، كيفما، أيّ: وكلها أدوات شرط جازمة حسب السياق. مثال: “كيفما تتصرفْ، نحكمْ عليك”.

يتطلب استخدام هذه الأدوات أن يكون الفعلان المضارعان بعدها مجزومين: الأول يُعرف بـ “فعل الشرط” والثاني بـ “جواب الشرط”، وبينهما علاقة شرط وسببية. ونلاحظ أن أدوات الشرط الجازمة تمتاز بتأثيرها النحوي القوي، إذ تجزم الفعلين المضارعين وتجعل الرابط بين الجملتين أكثر تماسكًا ووضوحًا.

أمثلة على أدوات الشرط الجازمة:

مثال 1: من يذاكرْ، ينجحْ.
كلمة “من” أداة شرط جازمة، و”يذاكر” فعل الشرط، و”ينجح” جواب الشرط، وكلاهما فعل مضارع مجزوم لأنه دخل في تركيب الشرط الجازم.

مثال 2: متى تستيقظْ مبكرًا، تنجزْ مهامك.
أداة الشرط “متى” تفيد الزمان، والفعلان المضارعان “تستيقظ” و”تنجز” مجزومان بالسكون نتيجة دخول أداة الشرط الجازمة.

مثال 3: أينما تذهبْ، أرافقْك.
“أينما” أداة شرط جازمة تفيد المكان، والفعلان “تذهب” و”أرافق” مجزومان أيضًا. نلاحظ أن جواب الشرط كان مقرونًا بالفاء أحيانًا، وذلك عند تحقق بعض الشروط سنتحدث عنها لاحقاً.

مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء

قد يقترن جواب الشرط بالفاء في حالات معروفة عند النحاة، خاصة عندما لا يصلح الجواب أن يكون جملة فعلية في الأصل، ومن هذه الحالات:

  • أن يكون جواب الشرط جملة اسمية. مثال: “من يجتهدْ، فهو ناجحٌ”.
  • أن يكون جواب الشرط جملة طلبية، كالأمر أو النهي أو الاستفهام. مثال: “متى تتعبْ، فاسترحْ”.
  • أن يكون في الجواب قد وقع قسم. مثال: “من يسكتْ، فوالله أُعاقبه”.
  • أن يكون الجواب مسبوقًا بـ “قد”. مثال: “من يجتهدْ، فقد ينجح”.
  • أن يكون الجواب مسبوقًا بـ “لن”. مثال: “من يتكاسلْ، فلن ينجح”.

في كل هذه الحالات، يجب أن تقترن جملة جواب الشرط بالفاء، لأن الجواب هنا ليس مجرد فعل مضارع بسيط.

ثانياً: أدوات الشرط غير الجازمة

أما أدوات الشرط غير الجازمة فهي أدوات لا تؤثر إعرابيًا على الفعل المضارع الذي يليها، أي لا تجعله في حالة الجزم. وبالتالي، فإن الفعل الذي يأتي بعد أداة الشرط غير الجازمة يظل مرفوعًا، وكذلك الفعل في جواب الشرط. من أشهر هذه الأدوات:

  • إذا: تستخدم للدلالة على الزمان المستقبل المؤكد، وتُفيد التحقق. مثال: “إذا زرتني، أفرح بك”.
  • لو: تدل على الامتناع في الماضي، أي الشرط غير متحقق. مثال: “لو درستَ، لنجحتَ”.
  • لولا: أداة شرط غير جازمة تدل على امتناع وقوع الجواب لوجود الشرط. مثال: “لولا المعلم، ما تعلمنا”.
  • كلما: تُفيد التكرار والتتابع. مثال: “كلما قرأتَ، استفدتَ”.
  • لما: أداة شرط يُقصد بها التسبب والسبب. مثال: “لما تجتهد، تحقق النجاح”.

وتُستعمل أدوات الشرط غير الجازمة غالبًا في النصوص الأدبية والإنشائية التي تهدف إلى إيصال معنى أدبي أو دلالي أكثر من الإشارة إلى علاقة شرطية منطقية. كما أن هذه الأدوات تُستخدم كثيرًا في القرآن الكريم، والحديث الشريف، والأمثال العربية.

أمثلة على أدوات الشرط غير الجازمة

مثال 1: إذا قرأت الكتب، زادت معرفتك.
الفعلان “قرأت” و”زادت” لم يُجزما لأن الأداة “إذا” لا تؤثر في إعرابهما.

مثال 2: لو جاء محمد، لأكرمناه.
“لو” أداة شرط غير جازمة، وهي تدل على الامتناع (محمد لم يأتِ)، ولهذا جاء الجواب مقرونًا باللام “لأكرمناه”.

مثال 3: كلما لعبتَ، تعبت.
“كلما” أداة تفيد التكرار، وهي لا تجزم الأفعال، فالفعلان “لعبت” و”تعبت” جاءا مرفوعين.

مثال 4: لولا الأم، لما شعرنا بالأمان.
“لولا” أداة شرطية منفية، تدل على أن الجواب لم يحدث بسبب وجود الشرط.

الفرق بين أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة

يمكن تلخيص الفرق بين أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة في النقاط التالية:

  • الأثر الإعرابي: أدوات الشرط الجازمة تؤثر في إعراب الفعل المضارع وتجزم فعل الشرط وجوابه، بينما غير الجازمة لا تؤثر على الفعل ويظل مرفوعًا.
  • الزمن والدلالة: أدوات الشرط الجازمة غالبًا ما تُفيد عموم الزمن أو احتمالية وقوع الفعل، في حين أن غير الجازمة قد تُفيد التأكيد أو الامتناع أو التكرار.
  • الاستخدام البلاغي: تُستخدم أدوات الشرط الجازمة في الجمل التي تهدف إلى ربط الأحداث بالنتائج بشكل مباشر وواضح، بينما تُستخدم غير الجازمة في التعبيرات الأدبية أو البلاغية.

كيفية تدريب التلاميذ على أدوات الشرط

من المهم أن يكتسب التلاميذ القدرة على التمييز بين أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة من خلال التدريبات اليومية والممارسة العملية. ويمكن للمعلمين اتباع الاستراتيجيات التالية:

  • تقديم أمثلة واقعية من الحياة اليومية لتعزيز الفهم.
  • استخدام أساليب اللعب والتمثيل لجعل الدرس أكثر تشويقًا.
  • توظيف القصص والحوارات التي تضم جمل شرطية.
  • كتابة تمارين متنوعة: اكمل الجملة، حدد الأداة، أعرب الجملة، وغير ذلك.
  • تحفيز الطلاب على تأليف جمل شرطية باستخدام كل من الأدوات الجازمة وغير الجازمة.

التمكن من أدوات الشرط وطرق استعمالها يسهم بشكل فاعل في تحسين القدرة اللغوية لدى الطلبة، كما يعزز من مهاراتهم التعبيرية سواء في الكتابة أو الخطابة.

المراجع

  • ابن هشام، شذور الذهب في معرفة كلام العرب، دار الكتب العلمية.
  • الجزيري، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، دار المعارف مصر.
  • المعهد العربي للثقافة، اللغة العربية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، مطابع التربية.
  • وزارة التربية والتعليم – الجمهورية المصرية، كتاب القواعد النحوية للصف السادس الابتدائي.
  • موقع مجمع اللغة العربية على الإنترنت: www.arabacademy.org