شرح أنواع التشبيه بأمثلة بسيطة
ما هو التشبيه؟
التشبيه هو أحد أهم أساليب البلاغة في اللغة العربية. يُستخدم للتعبير عن فكرة أو وصف حالة بطريقة جمالية تُضيف وضوحًا وإبداعًا إلى الكلام. يعتمد التشبيه على مقارنة بين شيئين يشتركان في صفة معينة، ويُستخدم فيه غالبًا أداة تُسمى “أداة التشبيه” مثل: كأن، مثل، كـ، كأنما.
التشبيه يسهم في تنمية الخيال والتفكير الإبداعي عند المتلقّي، ويُعد وسيلة فعّالة لتيسير الفهم، خاصة للأطفال والطلبة، حيث يجعل المعاني أكثر قربًا إلى أذهانهم. ولهذا السبب، يُعتبر تعليم التشبيه جزءًا أساسيًا من مناهج اللغة العربية في المدارس.
أركان التشبيه
يتكوّن التشبيه الكامل من أربعة أركان رئيسية، هي:
1- المشبّه: وهو الشيء الذي نريد توضيحه أو وصفه.
2- المشبّه به: وهو الشيء الذي نستخدمه لتوضيح المشبّه لأنه يشترك معه في صفة معينة.
3- أداة التشبيه: وهي الكلمة التي تربط بين المشبّه والمشبّه به، مثل: مثل، كـ، كأن، كأنما.
4- وجه الشبه: وهو الصفة المشتركة بين المشبّه والمشبّه به، ويجب أن تكون واضحة ومحددة.
مثال: “الولد كـالأسد في القوة“.
في هذا المثال نجد:
المشبّه: الولد
المشبّه به: الأسد
أداة التشبيه: كـ
وجه الشبه: القوة
أنواع التشبيه
تتعدد أنواع التشبيه بحسب عدد الأركان المذكورة فيه، وكذلك بحسب طريقة صياغته، ويمكن تصنيف أنواع التشبيه إلى الأنواع التالية:
1- التشبيه التام
ويسمى أيضًا التشبيه الكامل، وهو التشبيه الذي تذكر فيه جميع أركان التشبيه الأربعة: المشبّه، المشبّه به، أداة التشبيه، وجه الشبه.
مثال: “الفتاة كالقمر في الجمال”.
في هذا المثال، نلاحظ أن:
المشبّه: الفتاة
المشبّه به: القمر
أداة التشبيه: كـ
وجه الشبه: الجمال
التشبيه التام مناسب جدًا للأطفال والمبتدئين في دراسة البلاغة، لأنه واضح ويظهر فيه المقصود بدون تعقيد. وله فائدة أساسية في إيصال المعنى من دون غموض، مما يجعله شائعًا في القصص والشعر الموجه للأطفال.
2- التشبيه المُجمل
وهو التشبيه الذي تُذكر فيه ثلاثة أركان: المشبّه، المشبّه به، وأداة التشبيه، ويُحذف فيه وجه الشبه، مما يترك المجال للخيال لفهم المقصود.
مثال: “الطالب كالنجم”.
في هذا المثال، لدينا:
المشبّه: الطالب
المشبّه به: النجم
أداة التشبيه: كـ
وجه الشبه: محذوف (قد يكون: اللمعان، أو العلو، أو النقاء، حسب السياق)
هذا النوع من التشبيه يُنمي قدرة الطلبة على الاستنتاج والتفكير، لأنه يتيح لهم فرصة لتخيّل وجه الشبه، ويُشجع على الحوار والنقاش في الصف المدرسي.
3- التشبيه المفصّل
وهو التشبيه الذي يُذكر فيه المشبّه والمشبّه به مع وجه الشبه، ولكن تُحذف فيه أداة التشبيه.
مثال: “الزهرة نضارتُها وجهُ القمر”.
في هذا المثال يوجد ترابط بلاغي مباشر دون استعمال أداة تشبيه، ويُفهم من السياق أن “الزهرة” قد شُبّهت بـ”القمر” في “النضارة”.
هذا النوع يعطي الأسلوب بلاغة وقوة، ويرتقي باللغة إلى مستوى أعلى من الإنشاء الأدبي، ويضيف إلى تعبير الطالب عمقًا لغويًا جميلًا.
4- التشبيه البليغ
وهو التشبيه الذي يُذكر فيه المشبّه والمشبّه به فقط، من دون أداة التشبيه أو وجه الشبه. ويُعتبر من أجمل أنواع التشبيه وأقواها في التأثير.
مثال: “العلم نور”.
المشبّه: العلم
المشبّه به: نور
ولا توجد أداة تشبيه ولا وجه الشبه، لكن المقصود واضح بأن العلم يُضيء العقول كما يُضيء النور الطرقات.
التشبيه البليغ يستخدم عادة في الأدب والشعر نظرًا لقوته وجمالية صوره. ويمكن للمعلم أن يُدرب الطلبة على اكتشاف بلاغته من خلال تمارين بسيطة تتضمّن صياغة أو تحليل جمل بلاغية.
5- تشبيه ضمني
التشبيه الضمني هو تشبيه لا يُذكر فيه المشبّه والمشبّه به بشكل مباشر، بل يُفهم من السياق، ويُقدَّم عادة على شكل جملة استدلالية تشير إلى وجه الشبه بشكل غير مباشر.
مثال: “من جدّ وجد، فالتعب طريق النجاح”.
في هذا المثال لا نجد أداة تشبيه أو تركيبًا تشبيهيًا مباشرًا، لكن يمكن أن نفهم أن “التعب قد شُبِّهَ بالطريق” التي توصل إلى النجاح، لذا فهذا تشبيه ضمني.
هذا النوع من التشبيه يُناسب المراحل الدراسية المتقدمة في المرحلة الثانوية، ويتطلب قدرة على التفكير المنطقي والربط بين المعاني.
أنواع التشبيه بحسب طرفي التشبيه
يمكننا أيضًا تصنيف التشبيه بحسب طبيعة العلاقة بين المشبّه والمشبّه به إلى ما يلي:
1- التشبيه المفرد
وفيه يكون كل من المشبّه والمشبّه به كلمة مفردة، مثل:
مثال: “وجهك كالقمر”.
المشبّه مفرد (وجهك)، والمشبّه به مفرد (القمر).
2- التشبيه المركّب
وفيه يكون أحد طرفي التشبيه أو كليهما جملة أو تركيبًا، وليس مفردًا.
مثال: “صوت المؤذن عند الغروب مثل لحنٍ عذبٍ في سكون الليل”.
هنا المشبّه به (لحن عذب في سكون الليل) عبارة عن تركيب بلاغي.
فائدة التشبيه في الحياة التعليمية
يُعدّ التشبيه من الوسائل التعليمية الجذابة التي تعين على نقل المفاهيم المجرّدة إلى صور حسّية يمكن للأطفال والطلاب فهمها بسهولة. فعند تشبيه الطفل الذكي بـ”الكمبيوتر”، يستوعب الطالب مدى ذكاء صديقه من خلال الصورة القوية التي يقدّمها التشبيه.
كما يساهم التشبيه في تعليم الطلاب القدرة على التعبير الجيد، ويُنمّي مهارات الكتابة الإنشائية، ويُساعدهم على التفكير في العلاقات بين الأشياء والتعمّق في معاني اللغة. ويستفيد المعلّمون من إدخال أمثلة تشبيهيّة في الشرح لجعل المفاهيم العلميّة أو اللغوية أبسط وأكثر جذبًا.
أمثلة متنوعة على أنواع التشبيه
تشبيه تام
“الصياد مثل النسر في الانقضاض”.
المشبّه: الصياد – المشبّه به: النسر – أداة التشبيه: مثل – وجه الشبه: الانقضاض
تشبيه مجمل
“الرجل كالجبل”.
المعنى يوحي إلى الصلابة أو الثبات لكن لم يُذكر وجه الشبه صراحة.
تشبيه بليغ
“الأطفال زهور”.
أي أن الأطفال يُشبهون الزهور في جمالهم وبراءتهم، دون الحاجة لتوضيح وجه الشبه.
تشبيه ضمني
“من صبر على الجوع، رفعته الأيام كما ترفع الشمس الماء من البحر”.
هنا شُبّه الصبر برفع الشمس للماء من البحر، وهو تشبيه ضمني.
تدريبات بسيطة للأطفال
لتمكين المعلمين وأولياء الأمور من تدريب الأطفال على فهم التشبيه، يمكن اقتراح التمارين التالية:
التدريب 1: ضع أداة التشبيه المناسبة في الجملة الآتية: “الفتاة ____ الزهرة في الرقة”.
الإجابة: “كالزهرة” أو “مثل الزهرة”.
التدريب 2: اذكر وجه الشبه في الجملة الآتية: “المعلم كالنجم”.
الإجابة: الهدى، أو الهداية أو التوهج.
نصائح للمعلمين وأولياء الأمور
من المفيد عند تعليم الأطفال عن التشبيه اتباع الطرق الآتية:
- استخدم رموزًا مألوفة للأطفال متعلقة ببيئتهم (كالزهور، الحيوانات، الألعاب…)
- اطلب منهم التعبير عن إحساسهم بجملة تحتوي على تشبيه
- اعرض رسومات توضيحية تُعبّر عن الجمل المشبَّهة
- استخدم القصص والشعر البسيط المحتوي على التشبيهات
- حوِّل الجمل العادية إلى جمل بلاغية يتضمنها التشبيه
المراجع
- السباعي، عبد السلام. “البلاغة العربية: علم المعاني والبيان والبديع”. دار الفكر العربي، القاهرة، 2010.
- إبراهيم، أحمد. “البلاغة للناشئين”. دار المعارف، 2005.
- المنهاج الدراسي للغة العربية، المرحلة الابتدائية والثانوية، وزارة التربية والتعليم.
- مجموعة من دروس البلاغة للأطفال في المنتديات التربوية العربية.
- القاسمي، محمد. “دليل المعلم في تعليم البلاغة للأطفال”. مكتبة لبنان، 2016.