المفعول المطلق في اللغة العربية

هو أحد المفاعيل التي تندرج تحت باب النحو العربي، ويُعد من العناصر الأساسية التي تضيف قوة وتوكيدًا واتساعًا في المعنى للجملة. يُستخدم المفعول المطلق لتوضيح الفعل أو تأكيده أو بيان نوعه أو عدده. ويُطلق عليه أيضًا اسم “مفعول مطلق لأنه غير مقيد بظرف زمان أو مكان أو غيره، فهو مفعول جاء من ذات الفعل، لتعميق المعنى أو توضيحه. هذا الدرس مهم لطلاب الصفوف الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكذلك للمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور الذين يسعون لتعليم قواعد اللغة العربية لأبنائهم بطريقة واضحة ومبسطة.

التعريف

هو اسم منصوب يُذكر بعد فعل من نفس مادته اللفظية، لتأكيد هذا الفعل أو بيان نوعه أو عدده. بمعنى آخر، عندما نستخدم فعلًا معينًا، يمكننا إلحاقه باسم (وغالبًا ما يكون مصدرًا) من نفس فعل الجملة ليؤدي وظيفة معنوية محددة، مثل التأكيد أو التوضيح أو التكرار.

مثال:

ضربَ زيدٌ ضربًا عنيفًا.

في المثال السابق: “ضربًا” مفعول مطلق جاء من نفس فعل الجملة “ضرب”. وقد أُضيف إليه وصف “عنيفًا” لبيان نوع الضرب.

أهمية المفعول المطلق

تكمن أهمية المفعول المطلق في تقوية التعبير العربي، وتوضيح المعنى، وإبراز المقصود بشكل أعمق. كما يساعد في تحسين البيان اللغوي لدى المتكلم والكاتب، ويعد دليلًا على فصاحة اللغة العربية وثرائها. ولهذا السبب، يُعد من المواضيع الأساسية التي يُنصح بتدريسها في المدارس لمختلف الأعمار.

أنواعه

ينقسم المفعول المطلق إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:

1. المفعول المطلق لتوكيد الفعل

يُستخدم لتأكيد الفعل وتثبيته في ذهن السامع. وغالبًا ما يكون بدون أي وصف إضافي.

مثال:

قرأتُ الدرسَ قراءةً.

هنا “قراءةً” مفعول مطلق مؤكِّد للفعل “قرأت”.

2. المفعول المطلق لبيان النوع

يأتي لبيان نوع الفعل وتحديد صفته. وعادةً ما يُضاف إليه وصف، كأن يُذكر مضافًا إليه أو صفة.

مثال:

كتبتُ المقالةَ كتابةً أدبيةً.

في هذا المثال، “كتابةً” مفعول مطلق يوضح نوع الكتابة، و”أدبية” نعت يبيّن الخصوصية.

3. المفعول المطلق لبيان العدد

يُستعمل لتحديد عدد مرات وقوع الفعل، وغالبًا ما يُستخدم مع الأعداد.

مثال:

طرقَ البابَ ثلاثَ طرقاتٍ.

كلمة “طرقات” مفعول مطلق يدل على عدد المرات التي طرق فيها، و”ثلاث” مضاف يوضح عدد هذه الطّرقات.

شروط إعرابه

لكي يُعرب الاسم على أنه مفعول مطلق، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:

  1. أن يكون مصدرًا مشتقًا من نفس فعل الجملة.
  2. أن يكون منصوبًا دائمًا.
  3. أن يقع تفسيرًا لفعل سبق ذكره، سواء في نفس الجملة أو ما قبلها.

مثال:

سافرنا سفرًا ممتعًا.

كلمة “سفرًا” مصدر مشتق من “سافرنا”، وهي في محل نصب مفعول مطلق تبيّن نوع السفر.

إعرابه

يُعرب المفعول المطلق دائمًا على النحو التالي:

اسم منصوب، يأتي من لفظ الفعل الذي قبله، ويكون في الجملة مفعولًا مطلقًا يوضح أو يؤكد أو يعدد الفعل.

مثال:

ضحكَ الطفلُ ضحكًا عاليًا.

“ضحكًا” مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

“عاليًا” نعت للمفعول المطلق، ليصف نوع الضحك.

أمثلة متنوعة في جمل مفيدة

لنفهم أكثر أهمية وأنواع المفعول المطلق، نستعرض بعض الأمثلة التوضيحية:

أولًا: المفعول المطلق لتوكيد الفعل

  • نجح الطالبُ نجاحًا.
  • عملتُ عملًا.
  • تفوقَ التلميذُ تفوقًا.

ثانيًا: المفعول المطلق لتبيين النوع

  • كتبتُ القصيدةَ كتابةً شاعريةً.
  • أجبتُ عن السؤال إجابةً دقيقةً.
  • ركضتُ ركضًا سريعًا.

ثالثًا: المفعول المطلق لتبيين العدد

  • دقَّ الجرسَ دقَّتين.
  • قرأَ الكتابَ ثلاثَ قراءات.
  • زارني ابنُ عمي زيارتين.

حالات حذف عامله

في بعض الأحيان، قد يُذكر المفعول المطلق ولكن يُحذف فعله الذي يعمله، لدلالة السياق على هذا الفعل المحذوف.

مثال:

حمدًا لله.

وهنا “حمدًا” مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره “أحمدُ”، والتقدير “أحمدُ اللهَ حمدًا”.

مثال آخر:

شكرًا لكم.

و”شكرًا” مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره “أشكرُ”.

المفعول المطلق في القرآن الكريم

ورد المفعول المطلق كثيرًا في آيات القرآن الكريم، مما يدل على أهميته ومكانته في اللغة العربية. يساهم استخدامه في إضفاء بلاغة وقوة في التعبير:

مثال:

قال تعالى: “وكلم الله موسى تكليمًا” (النساء: 164)

في هذه الآية، “تكليمًا” مفعول مطلق لتأكيد الفعل “كلّم”.

الفرق بين المفعول المطلق والمفعول به

رغم أن كلاهما منصوب، إلا أن الفرق بينهما كبير:

  • المفعول به: هو الاسم الذي وقع عليه الفعل.
  • المفعول المطلق: هو الاسم الذي أُخذ من نفس فعل الجملة، لتوضيحه أو التأكيد عليه أو تحديد عدده أو نوعه.

مثال للمفعول به:

أكلتُ التفاحةَ.

كلمة “التفاحة” هي من وقع عليها فعل الأكل.

مثال للمفعول المطلق:

أكلتُ أكلًا شهيًا.

كلمة “أكلًا” مصدر للفعل “أكلت” وتوضح نوع الفعل.

كيف نُعلّم المفعول المطلق للأطفال؟

ينبغي اتباع خطوات تربوية مبسطة لتعليم الطلاب المفعول المطلق، لا سيما في المرحلة الابتدائية والإعدادية لتناسب أعمارهم ومرحلتهم الدراسية. ومن هذه الخطوات:

1. الشرح بالمثال أولًا

ابدأ بتقديم المفعول المطلق في جمل مألوفة من البيئة اليومية، مثل:

“لعبتُ لعبًا ممتعًا” أو “نجحتُ نجاحًا كبيرًا”. ثم اطلب من الطالب ملاحظة الكلمة التي كررت الفعل بصيغة الاسم.

2. استخدام الرسوم التوضيحية والأنشطة

ارسم بطاقة مكتوب عليها فعل، وأخرى مكتوب عليها مصدره. واطلب من الطلاب مطابقة كل فعل بمصدره، ثم تأليف جملة تتضمن مفعولًا مطلقًا.

3. نشاط كتابة الجمل

اطلب من الطلاب كتابة جمل تتضمن مفعولًا مطلقًا بأنواعه الثلاثة: توكيد، نوع، وعدد. وشجعهم على استخدام أفعال من واقعهم: مثلاً “ركض”، “لعب”، “سافر”, “قرأ”.

خلاصة عامة

المفعول المطلق من أهم أدوات اللغة العربية التي تميز جوهر الفعل وتُضفي المعنى الإضافي والتوكيدي عليه. وهو من الوسائل المهمة التي يستعملها العرب منذ القِدم لإبراز قوة الأسلوب، ودقة التعبير. ويؤدي وظائف متعددة في الجملة مثل التوكيد والتوضيح والتكرار، مما يجعله أداة لغوية مرنة وضرورية. ومن خلال تعليمه للأطفال بلغة مبسطة وأمثلة حية وحقيقية، فإنهم يكتسبون قدرة أكبر على فهم تركيب الجمل العربية، وتحسين مستواهم في القراءة والكتابة والتعبير.

المراجع

  • ابن هشام الأنصاري، “شرح قطر الندى وبل الصدى”، دار الكتب العلمية.
  • عبده الراجحي، “في النحو العربي: قواعد وتطبيقات”، دار النهضة العربية.
  • محمود مصطفى، “النحو الواضح في قواعد اللغة العربية”، مكتبة المعارف.
  • كتاب اللغة العربية للمرحلة الإعدادية، وزارة التربية والتعليم.
  • القرآن الكريم، مع تفسير الطبري.