الفعل الماضي - متى يبنى الفعل الماضي على الفتح والضم والسكون مع الأمثلة

الفعل الماضي: متى يُبنى على الفتح، والضم، والسكون مع الأمثلة

التعريف

هو أحد أقسام الفعل في اللغة العربية، ويُستخدم للدلالة على حدث وقع في زمنٍ سابق وانتهى. وهو الفعل الذي يدلّ على حدوث شيء في الزمن الماضي، مثل: “كتب”، “ذهب”، “قرأ”. ويتميز الفعل الماضي بأنه مبني دائمًا، أي أن حركته الإعرابية لا تتغير حسب موقعه في الجملة، وإنما تكون ثابتة وفقًا لصيغة اتصاله بالضمائر المختلفة. ويتغير بناء الفعل الماضي، في اللغة العربية، حسب نوع الضمير المتصل به. فقد يُبنى على الفتح أو الضم أو السكون. ويجب على المتعلّمين من الطلبة والمعلمين والآباء الوقوف عند هذه القواعد ودراستها بشكل دقيق لتجنب الخطأ في الكتابة أو النطق.

أولًا: بنائه على الفتح

يبنى الفعل الماضي على الفتح في أغلب حالاته، وخاصة عندما لا يتصل به شيء، أو إذا اتصلت به بعض الضمائر. ويُعدّ الفتح الحالة الأصلية لبناء الفعل الماضي.

الحالات التي يُبنى فيها الماضي على الفتح:

1. عندما لا يتصل به أي ضمير:

مثل: ذهبَ، قرأَ، كتبَ، لعبَ.
في هذه الأمثلة، نجد أن الفعل انتهى بفتح آخره وهو مفتوح لأنه لم يلحق به أي ضمير، وهو على صورته الأصلية.

2. عندما تتصل به تاء التأنيث الساكنة:

مثل: ذهبتْ، قرأتْ، لعبتْ، سمعتْ.
في هذه الأمثلة، اتصل الفعل الماضي بتاء التأنيث الساكنة، لكنه بقي مبنيًا على الفتح، أما التاء فهي علامة تأنيث ساكنة تدل على أن الفاعل مؤنث.

3. عندما تتصل به ألف الاثنين:

مثل: ذهبا، قرأا، نظرا، كتبا.
في هذه الحالة، يُبنى الفعل الماضي على الفتح أيضًا، وتعتبر “ألف الاثنين” علامة تدل على أن الفاعل مثنى مذكر أو مؤنث حسب السياق، والفعل لا يتغير في بنائه.

أمثلة توضيحية من الواقع المدرسي:

شرحَ المعلم الدرسَ.

ذهبتْ سارة إلى المدرسة.

كتبا التلميذان الواجبَ.

نلاحظ في هذه الجمل أن الأفعال “شرحَ”، “ذهبتْ”، و”كتبا” مبنية على الفتح لأنها لم تتصل بضمير (في الأول) أو اتصلت بتاء التأنيث وألف الاثنين ولكنها حافظت على الفتحة.

ثانيًا: بنائه على الضم

يُبنى الفعل الماضي على الضم فقط في حالة واحدة، وهي عندما يتصل به واو الجماعة، وهي ضمير متصل يدل على جماعة العقلاء (ذكورًا أو إناثًا).

الحالة التي يُبنى فيها الفعل الماضي على الضم:

1. إذا اتصل بالفعل واو الجماعة:

مثل: ذهبوا، قرؤوا، كتبوا، لعبوا.
في هذه الأمثلة، الفعل الماضي اتصل به واو الجماعة، فبُنِي على الضم، وتكون الواو ضميرًا في محل رفع فاعل.

ملاحظات مهمة:

– الضمة هنا تقع قبل واو الجماعة مباشرة، فإذا قلنا: “كتبوا”، فإن الباء في “كتب” يكون مضمومًا أي أن البناء على الضم.

– واو الجماعة لا تدخل إلا على الفعل بصيغة الجمع.

أمثلة توضيحية:

لعبوا في ساحة المدرسة بعد الحصة.

حفظوا النشيد الوطني.

في هذه الأمثلة، الأفعال “لعبوا” و”حفظوا” مبنية على الضم بسبب اتصالها بواو الجماعة.

ثالثًا: بنائه على السكون

يُبنى الفعل الماضي على السكون إذا اتصلت به ضمائر معينة، وهي:

  • تاء الفاعل (المتحركة)
  • نا الفاعلين
  • نون النسوة
  • كاف الخطاب (عند الدخول على فعل مبني للمجهول)

1. بناء الفعل الماضي على السكون عند اتصال تاء الفاعل:

مثل: ذهبتُ، ذهبتَ، ذهبتِ، كتبتُ، قرأتَ.
في هذه الأمثلة، تاء الفاعل اتصلت بالفعل الماضي، فصار الفعل مبنيًا على السكون، بينما تاء الفاعل تُعرب ضميرًا في محل رفع فاعل.

2. بناء الفعل الماضي على السكون عند اتصال “نا” الفاعلين:

مثل: ذهبنا، كتبنا، أكلنا.
هنا أيضًا يُبنى الفعل الماضي على السكون عند اتصال “نا” التي تدل على جماعة المتكلمين، وتُعرب “نا” ضميرًا متصلًا في محل رفع فاعل.

3. بناء الفعل الماضي على السكون عند اتصال نون النسوة:

مثل: لعبْنَ، ذهبْنَ، قرأْنَ.
اتصلت نون النسوة بالفعل، فصار الفعل الماضي مبنيًا على السكون، والنون ضمير في محل رفع فاعل يدل على جمع الإناث.

أمثلة توضيحية:

ذهبتُ إلى المدرسة في الصباح.

كتبتَ الواجب بخط جميل.

قرأْنَ الطالبات الدرس بعناية.

نلاحظ أن جميع الأفعال في الأمثلة السابقة مبنية على السكون بسبب اتصالها بهذه الضمائر.

جدول مراجعة مختصر لبناء الفعل الماضي

للتسهيل على الطلبة والمعلمين، نقدم الجدول التالي لتوضيح حالات بناء الفعل الماضي:

نوع البنية حالة البناء مثال
الفتح إذا لم يتصل به شيء – أو اتصلت به تاء التأنيث – أو ألف الاثنين ذهبَ، قرأتْ، كتبا
الضم إذا اتصلت به واو الجماعة ذهبوا، كتبوا
السكون إذا اتصلت به تاء الفاعل – نا الفاعلين – نون النسوة ذهبتُ، كتبنا، ذهبْنَ

أهمية معرفة بناء الفعل الماضي

يُعدّ فهم كيفية بناء الفعل الماضي من القواعد الأساسية التي يحتاج إليها كل طالب في مراحل التعليم المختلفة سواء في القراءة أو الإملاء أو التحليل الإعرابي. كما أن التمييز بين حالات البناء يساعد في تجنب الخطأ في الكتابة الإملائية أو النطق الخطأ، خاصة أثناء إلقاء الدروس أو قراءة النصوص. ويرتبط ذلك ارتباطًا وثيقًا بالمهام التعليمية التي تقع على عاتق المعلم وولي الأمر في تعليم التلاميذ النطق السليم واستخدام اللغة استخدامًا سليمًا ومنطقيًا ومبنيًا على قواعد نحوية واضحة.

أنشطة وتمارين مقترحة لتعزيز الفهم

نشاط 1: ضع خطًا تحت الفعل الماضي وحدد نوع بنائه في الجمل التالية:

١. أكلنا الطعام في المدرسة.

٢. كتبتْ المُعلمة الدرس.

٣. ذهبوا إلى الحديقة.

٤. لعبْنَ البنات بالعُرَس.

نشاط 2: حوّل الأفعال التالية إلى صيغ مختلفة وغير بناءها:

– كتبَ → كتبتْ → كتبوا → كتبتُ

نشاط 3: استخدم الفعل “أكل” في جمل بحيث يظهر مرة مَبنيًا على الفتح، ومرة على الضم، ومرة على السكون.

ملاحظات عامة للمعلمين والأهالي

ينبغي على المعلّمين والأهالي مساعدة الأطفال والطلبة على تدريب آذانهم وعيونهم على صور الأفعال المختلفة، وربط شكل الفعل بالضمير الذي اتصل به لفهم موضع البناء. كما يُنصح باستخدام الألعاب التعليمية والبطاقات التفاعلية والأنشطة الصفية التي تُنمّي مهارة التمييز بين الأبنية المختلفة للفعل الماضي. ومن الممكن كذلك الاستعانة بنصوص قرائية قصيرة واستخراج الأفعال الماضية منها وتصنيفها بحسب نوع البناء.

المراجع

– التطبيق النحوي، عبده الراجحي.
– معجم اللغة العربية المعاصرة، معجم المعاني.
– دروس في النحو العربي، وزارة التربية والتعليم – مصر.
– دليل المعلم في تدريس اللغة العربية، المركز القومي للبحوث التربوية.

موارد ذات صلة:

أحوال بناء فعل الماضي

بناء فعل الماضي