الفعل اللازم والفعل المتعدي

لمحة عن المقال

الفعل اللازم والفعل المتعدي

تعريف الفعل في اللغة العربية

يُعدّ الفعل أحد أقسام الكلام في اللغة العربية، ويأتي ليدلّ على حدوث شيء مرتبط بزمن معيّن؛ فقد يكون الفعل في الماضي مثل “ذهب” أو في الحاضر مثل “يذهب” أو في المستقبل مثل “سيذهب”. وتُقسم الأفعال في اللغة العربية إلى عدة أنواع بحسب عدد من الاعتبارات، ومن بين هذه التقسيمات نُصادف التصنيف الذي يعتمد على الحاجة إلى مفعول به، والذي يقسم الفعل إلى: فعل لازم وفعل متعدٍّ.

الفعل اللازم: تعريفه وخصائصه

الفعل اللازم هو الفعل الذي يكتفي بالفاعل ولا يحتاج إلى مفعول به ليتمّ معنى الجملة. فهو فعل يُعبّر عن حدث يحدث من الفاعل دون أن ينتقل تأثيره إلى شخص أو شيء آخر. ولذلك يمكن أن تكتمل الجملة، وتُفهم تمامًا، دون الحاجة لإضافة أي عنصر آخر بعد الفاعل.

أمثلة على الفعل اللازم:

  • جلس الطالبُ.
  • نجح المجتهدُ.
  • سافرَ المعلمُ.
  • نام الطفلُ.

في جميع هذه الأمثلة، نلاحظ أن الفعل قد أعطى معنى كاملًا بمجرد ذكر الفاعل فقط، ولم تكن هناك حاجة لمفعول به ليفهم السامع أو القارئ الفكرة.

خصائص الفعل اللازم:

  • لا يُنصب مفعولًا به في الجملة.
  • قد يتبع بمفعول لأجله، أو ظرف زمان أو مكان، ولكن هذه المكونات ليست مفعولًا به.

الفعل المتعدي: تعريفه وخصائصه

هو الفعل الذي لا يكتفي بالفاعل، بل يحتاج إلى مفعول به أو أكثر ليُتمّ معناه في الجملة. فهو فعل يُعبّر عن حدث يقع من الفاعل وينتقل تأثيره إلى شيء آخر، سواء كان ذلك الشيء شخصًا أو شيئًا محسوسًا أو معنى مجردًا.

أمثلة:

  • قرأ الطالب الدرسَ.
  • أكل الولدُ التفاحةَ.
  • شرح المدرسُ القاعدةَ.
  • رسم الطفلُ صورةً.

في هذه الأمثلة، نلاحظ أن المعنى لا يكتمل إلا بعد وجود مفعول به، حيث أن الجملة بدون المفعول تكون ناقصة وغير مفهومة تمامًا. فلو قلنا “قرأ الطالبُ”، فسنتساءل: ماذا قرأ؟ وهكذا.

خصائصه:

  • ينصب مفعولًا به واحدًا على الأقل.
  • يمكن أن يتعدى إلى مفعولين أو حتى ثلاثة في بعض الحالات، وسنوضح ذلك لاحقًا.
  • يمكن تحويله إلى المبني للمجهول، وينوب المفعول به الأول عن الفاعل.

مثلاً: شرح المعلمُ الدرسَ. ← عند التحويل للمبني للمجهول: شُرِحَ الدرسُ.

أنواع الفعل المتعدي بحسب عدد المفاعيل

أولًا: المتعدي إلى مفعول به واحد

هو الفعل الذي يحتاج إلى مفعول به واحد ليُكمل معنى الجملة. وقد سبق أن رأينا العديد من الأمثلة على هذا النوع، مثل:

  • كتبَ الطالبُ الدرسَ.
  • حفظتْ الطالبةُ القصيدةَ.
  • شاهد الأبُ الفيلمَ.

ثانيًا: المتعدي إلى مفعولين

بعض الأفعال مثل “أعطى”، “منح”، “ألبس”، “أخبر”، و”علّم” تتعدى إلى مفعولين. أي أن المعنى لا يكتمل إلا بوجود اثنين من المفاعيل، أحدهما مفعول به أول والآخر مفعول به ثانٍ.

أمثلة على الفعل المتعدي إلى مفعولين:

  • أعطيتُ الفقيرَ درهمًا. (الفقير: مفعول به أول / درهمًا: مفعول به ثانٍ)
  • علّم المعلمُ الطالبَ الدرسَ. (الطالب: مفعول به أول / الدرس: مفعول به ثانٍ)
  • أخبرتُ الرجلَ الخبرَ. (الرجل: مفعول به أول / الخبر: مفعول به ثانٍ)

ثالثًا: المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل

وهو نوع نادر في اللغة العربية، ويأتي مع أفعال معينة مثل الأفعال التي تدل على الظن أو الإعطاء والتمكين، كما في الأفعال التالية: “أعطى”، “منح”، “جعل”، “حسب”، “ظنَّ”، “رأى” (بمعنى علم).

أمثلة على الفعل المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل:

  • أعطى المعلمُ التلميذَ كتابًا مفيدًا. (المعلم: فاعل / التلميذ: مفعول أول / كتابًا: مفعول ثاني / مفيدًا: مفعول ثالث – صفة للكتاب)
  • حسب التلميذُ الامتحانَ سهلًا. (الامتحان: مفعول أول / سهلاً: مفعول ثانٍ)

فعل لازم يتحوّل إلى متعدٍ

من المثير للاهتمام في اللغة العربية أن بعض الأفعال اللازمة يمكن تحويلها إلى أفعال متعدية بإضافة بعض الحروف، مثل الهمزة والتضعيف.

1. تحويل الفعل بالهمزة:

يمكن أن نُضيف همزة في بداية الفعل اللازم لتحويله إلى فعل متعدٍّ، ويسمّى هذا “التعدية بالهمزة”.

أمثلة:

  • خرجَ الطفلُ. ← أخرجَ الأبُ الطفلَ من المنزل.
  • جلسَ المديرُ. ← أجلسَ المديرُ الموظفَ.

2. تحويل الفعل بالتضعيف:

يُمكن أيضًا تحويل الفعل اللازم إلى متعدٍّ عن طريق تضعيف حرف من أحرفه، وهو “التعدية بالتضعيف”.

أمثلة:

  • كَرُمَ زَيدٌ. ← كَرَّمَ المُعَلِّمُ زَيدًا. (التضعيف جعله متعديًا)
  • درسَ الطالبُ. ← درَّسَ المعلمُ الطلابَ.

جدول تلخيصي للفعل اللازم والمتعدي

العنصر الفعل اللازم الفعل المتعدي
تعريفه فعل يكتفي بالفاعل فعل يحتاج إلى مفعول به أو أكثر
مثال جلس الطفلُ رسم الطفلُ صورةً
عدد المفاعيل 0 1 أو 2 أو 3

أهمية تعليم الفعل اللازم والمتعدي للتلاميذ

إن فهم الفرق بين الفعل اللازم والفعل المتعدي يعد مهارة لغوية أساسية يجب أن يُتقنها الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، خاصة في مراحل التعليم الأساسي والثانوي، لما لها من دور مهم في تكوين الجمل السليمة لغويًا. كما أن هذا الفهم يساعد التلاميذ على التحليل النحوي للجمل، وتنمية مهاراتهم في الإعراب، والتعبير الكتابي والشفهي.

ولذا، يُنصح المعلمون والآباء بالعمل على تنويع التمارين والأنشطة التي تُساعد في ترسيخ هذه المهارة، مثل تكوين الجمل، وتمييز أنواع الأفعال من خلال القصص، وتحليل نصوص قصيرة وتحديد الأفعال وأنواعها.

المراجع

  1. عبده الراجحي، القواعد الأساسية في النحو والصرف، دار النهضة العربية، بيروت.
  2. إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، القاهرة.
  3. جميل شاكر وآخرون، النحو الواضح، دار المعارف، القاهرة.
  4. محمود سليمان ياقوت، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، دار المعرفة، بيروت.
  5. وزارة التربية والتعليم – مناهج اللغة العربية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية.